متابعة : عادل شلبى
مع بدء نسمات شهر أكتوبر من كل عام، أتذكر، ويتذكر معي أبناء الشعب المصري، أولئك القادة العظام الذين خططوا لحرب أكتوبر 73، تلك الحرب المجيدة التي أعادت لمصر الأرض، وأعادت للقوات المسلحة المصرية عزتها … فسلاماً لكل من شارك في هذه الحرب، قادة وضباطاً وجنوداً … وسلاماً على أرواح شهدائها الأبرار الكرام، الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله، فداءً لرفعة أوطانهم.
واليوم اسمحوا لي، أعزائي القراء، أن أذكر أسماء بعض القادة والأبطال ممن ساهموا في هذه الحرب، ولولاهم ما حققنا هذا النصر العظيم، الذي سيبقى أمد الدهر، أهم انتصارات العسكرية المصرية في عصرنا الحديث.
المشير أحمد إسماعيل علي:
وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، في حرب أكتوبر 73، الذي شهد مرحلة التخطيط للحرب، وإدارة عملياتها؛ تخرج من أكاديمية فرونزا العسكرية بالاتحاد السوفيتي، حاملاً أعلى درجات العلوم العسكرية، ليشارك في جميع الحروب الحديثة التي خاضتها مصر، بدءاً من الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين، ثم العدوان الثلاثي في 1956، وحرب 67، وما تلاها من حرب الاستنزاف، ليتوج مسيرته العسكرية بنصر أكتوبر 73، بعدما قادته خبراته العلمية والعملية لقيادة القوات المسلحة المصرية في تلك الفترة الحاسمة من عمر الوطن، فاستحق أن يكون أحد أبطالها العظماء.
الفريق سعد الدين الشاذلي:
رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر 73، صاحب “التوجيه 41″، وهي الخطة الحقيقية لعبور قناة السويس في 12 موجة، واقتحام خط بارليف. شارك في الحرب العالمية الثانية، وفي حرب فلسطين عام 48، ثم أسس سلاح المظلات في مصر، وأصبح قائد القوات الخاصة الصاعقة والمظلات، وكان قائد لأول وحدة مصرية للأمم المتحدة في الكونغو. في حرب 67 أصدرت القيادة العامة قراراً بتكوين مجموعة خاصة، تحمل اسمه، فكانت الوحدة الوحيدة التي عادت من سيناء بكامل أسلحتها. حصل على بعثة متقدمة من الولايات المتحدة عام 1953، وأول من حصل على فرقة رينجرز من أمريكا، وأهلته بطولاته لأن يكون علماً من أعلام قواتنا المسلحة.
الفريق محمد عبد الغني الجمسي:
ترأس هيئة العمليات، بالقوات المسلحة، في يناير 72، أثناء التخطيط والإعداد لحرب أكتوبر 73، كما تولى إدارة المخابرات الحربية في فترة التحضير للحرب، وتولى رئاسة الأركان خلال أحداث حرب أكتوبر. تخرج من أكاديمية فرونزا بالاتحاد السوفيتي، واشترك في الحرب العالمية الثانية، والعدوان الثلاثي، وحرب 67، والاستنزاف، ثم في حرب أكتوبر 73، التي شارك فيها بالتخطيط النهائي للخطة “جرانيت”، للهجوم واقتحام خط بارليف، وكان رئيساً للوفد المصري في المفاوضات العسكرية مع إسرائيل في نهاية حرب أكتوبر، فكان نجماً لامعاً في سماء الوطن.
الفريق محمد حسني مبارك:
قائد القوات الجوية في حرب 73، له يعود الفضل في تخطيط وإدارة ونجاح عمليات القتال الجوي فيها، بعدما نجح، أثناء إدارته للكلية الجوية في تخريج دفعات من الضباط، لتعويض النقص العددي بين صفوفهم، بعد هزيمة 67، وأثناء حرب الاستنزاف. شارك في حروب العدوان الثلاثي، وثورة اليمن، وحرب 67، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 73، ثم حرب الأيام الستة مع ليبيا، وحرب الخليج الثانية. تخرج من أكاديمية فرونزا بالاتحاد السوفيتي، بما أصقل خبراته العلمية في المجال العسكري. نفذ العديد من المعارك الجوية ضد العدو الإسرائيلي، كان أشهرها “معركة المنصورة الجوية”، التي سُجلت في المراجع العسكرية كأعظم المعارك الجوية، في التاريخ الحديث، على مستوى العالم.
الفريق محمد علي فهمي:
أول قائد لقوات الدفاع الجوي، التي كلفه الرئيس عبد الناصر بتأسيسها، وتولي قيادتها في فترة حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر. شارك في حروب فلسطين، والعدوان الثلاثي، ثم حرب 67، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 73، وحرب تحرير الكويت. خريج أكاديمية فرونزا بالاتحاد السوفيتي، الذي ستظل مصر، وقواتها المسلحة، تدين له بالفضل، لإنشاء حائط الصواريخ، الذي لولاه ما عبرت قواتنا لقناة السويس، دون تدخل القوات الجوية الإسرائيلية، بعدما حيد قدرتها، ومنعها من الاقتراب، من القناة، لمسافة 15 كم، وهو ما كان مفتاح النصر في حرب أكتوبر.
الفريق فؤاد ذكري:
قائد القوات البحرية في حرب أكتوبر 73، شارك في حروب فلسطين، والعدوان الثلاثي، وحرب 67، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 73. أحد أبرز قادة القوات البحرية في مصر، الذي وصل لرتبة المشير، تولى رئاسة شعبة العمليات البحرية بعد أسبوع من هزيمة يونيو 67، فخطط لأعظم العمليات البحرية ضد العدو الإسرائيلي، وأصدر أوامره لقاعدة بورسعيد البحرية لتدمير المدمرة إيلات في أكتوبر 67. خلال حرب أكتوبر 73 خطط لعملية حصار باب المندب، والذي كانت ضربة مفاجئة لإسرائيل، حول بها ميناء إيلات إلى جثة هامدة خلال حرب أكتوبر 73، فضلاً عن نجاحه في تأمين جميع الموانئ المصرية خلال الحرب ضد أي تدخل من القوات البحرية الإسرائيلية.
اللواء فؤاد نصار:
مدير المخابرات الحربية خلال حرب 73، كان له الفضل الأكبر في الحصول على المعلومات الدقيقة عن أوضاع وتمركز القوات الإسرائيلية، وهو ما اعتمدت عليه خطة الهجوم. أنشأ منظمة تحرير سيناء، وتم تدريب عدد كبير من أهل سيناء، وتزويدهم بالأجهزة اللاسلكية، فاستطاعت مصر تتبع كافة التحركات الإسرائيلية في سيناء، ووضع خطة خداع الجانب الإسرائيلي، التي ضللتهم عن الوصول لخطة مصر للهجوم.