اخبار عربية وعالمية

قتل العتالين المحرومين… لماذا؟ ​

احجز مساحتك الاعلانية

تقرير : رضا مهدى مجاهد

إن العتالين يعانون المحن والشدائد منذ القدم، ما يتبين في سيماهم وأصواتهم فيما يساورهم خوف مستمر من وابل رصاص يستهدفهم من خلف حجر وسقوطهم قتلى أو معاقين إلى نهاية العمر،

فإنهم لا يقدمون على هذا السفر طمعا في كنز حطام الدنيا ولا من أجل الترفيه، بل بسبب سدّ رمق أطفالهم المعصومين. وتعني العتالة عُرفا نقل البضائع على الأكتاف للقمة عيش، لكنها في الواقع تمثل مخاطرة و مجازفة للحصول على هشيمة خبز،

وتزايدوا بحيث راجت هذه اللغة لهذه الشريحة المحرومة، ”العتال“. وتشير الإحصائيات غير الرسمية إلى وجود 350 إلى 500 ألف عتال.

والبتة أن لغة ”العتالة“ هذه تمثل وصمة عار على جبين الملالي الحاكمين على وطننا إذ إن أهالى المناطق الحدودية لا سيما المناطق الكردية عليهم أن يجازفوا بحياتهم من أجل رغيف خبز.

وما يهدد حياة العتالين عديد منه: قتلهم بإطلاق مباشر من قبل الأمن الداخلي وقوات الحرس انفجار الألغام الهبوط في الأنهار و الأودية هربا من الأمن الداخلي وقوات الحرس التعرض للبرد والثلوج والصقيع الغرق التعرض للإصابة إثر الضرب والشتم وإطلاق الرصاص من الأمن الداخلي وقوات الحرس وحتى إنتحار العتالين بعد نهب الأمن الداخلي كل ما يملكونه

16558439_1669019403397023_1799827281_n

لكن أهم ما يهدد حياتهم هو القتل على يد الأمن الداخلي، قبل أسبوعين، قتل عتال ويمرّ 3 آخرين في الغيبوبة إثر وقوعهم في كمين نصبه المأمورون. لقي شاب 28 عاما يدعى عباس آتش بريك حتفه في منطقة بيرانشهر نتيجة إطلاق القوات الحكومية. قتل لطيف عليخاني ورؤوف عليخاني في حدود سردشت إثر إطلاق مباشر نفذته القوات العسكرية الإيرانية.

سقط يحيى خسروي قتيلا بعد تعرضه لإطلاق الأمن الداخلي النار عليه. والقائمة لهذه المجازر طويلة حيث منظمة العفو الدولية هي الأخرى احتجت على النظام الإيراني مطالبة إياه بالكف عن قتل العتالين فيما قتل المئات من هؤلاء المحرومين طيلة السنوات الأخيرة على يد القوات الحكومية المسلحة ويتعرض العديد منهم للإصابات ما يضاعف محنهم إذ إنهم يواجهون العوق وتكاليف باهظة للدواء والمستشفى وما من معيل لعوائلهم.

الواقع، ما حقيقة قصة هؤلاء العتالين و ما سرّ قتلهم؟

من جانب وفاتهم إثر أحداث مماثلة للإنهيار الجليدي ومن جانب آخر قتلهم على يد القوات القمعية، فلماذا استمرار القتل حتى بعد أن اتخذ خامنئي نفسه موقفا من هذا الأمر وبعد أن أصدر أوامر على عدم الفتك بهم؟

الواقع أن كلمة خامنئي تمثل ذروف التماسيح التي تلتهم الفريسة وتذرف الدموع لها في نفس الوقت.

16468764_1669019406730356_1432884783_n

وقد أكد خامنئي بداية السنة أن ”الغرض من مكافحة تهريب السلع ليس مكافحة العتالين الضعفاء الذين يستوردون البضائع التافهة في بعض المناطق“.

لكن ذلك كان يمثل ديماغوجية وخدعة سياسة حيث تواصل قتل العتالين المظلومين ولقي العشرات منهم مصرعهم بإطلاق مباشر من قبل القوات الحكومية المسلحة فيما يواجه من يتعرض للإصابة على يد القوات المجرمة من الأمن الداخلي وقوات الحرس ظروفا أشد قسوة.

يطلق النظام الرصاص على هؤلاء الكادحين بذريعة مكافحة التهريب في حين تشير الإحصاءات الحكومية إلى أن 95 بالمئة من السلع المهربة في البلاد تستورد من المداخل الرسمية مثل الموانئ والمطارات والجمارك وحتى هنالك إحصاءات ترفع هذه النسبة إلى 99.5 بالمئة، ما يعني أن العتالين يستوردون سلعا زهيدة لا تساوي شيئا مقابل ما تعمل عليه قوات الحرس من تهريب حكومي. ومؤخرا تبين أن 33 من مساعدين كبار للملا المجرم حسين طائب وهو قائد استخبارات قوات الحرس يضطلعون في التهريب وملفات فساد اقتصادية هائلة.

فإذا كان من المقرر مكافحة التهريب فيجب مكافحة رموز هذا النظام ولكن السكين لا يقطع مقبضه.

فمن الممكن أن يتم التعامل مع العتالين في بعض الحالات من منطلق الرشاء والابتزاز بيد أن الموضوع الرئيسي لا يمثل هذا وإنه يكمن في خلق أجواء الرعب، كما أن حجم الوفيات من العتالين ممن تعرضوا لإطلاق مباشر يثبت هذا الأمر إذ إن من يريد نهب أموال الناس لا يقدم على قتلهم، ومن جانب آخر حسب قوانين النظام نفسه لا يحق للقوات المسلحة أن يطلق النار فورا على المشتبه به، لكن عدد المجازر يؤكد أنهم يفتكون بالعتالين بلا هوادة لا مبالاة.

النتيجة أن النظام يساوره الفزع من أن السكان الجياع في هذه المناطق المعولة على الحدود ينتفضون ضد النظام إذ يعرف جيدا أنهم يمثلون نارا تحت الرماد فإنه يحاول كل يوم الإحتفاظ بأجواء الرعب بقتلهم ولا يهمه أن المقتول ارتكب جريمة أصلا أم لا، إن خامنئي يحتاج إلى سفك الدماء من أجل أمنه وأمن نظامه وعلى ذلك قامت قوات الحرس أيضا بحرق العديد من الغابات في المناطق الحدودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى