قانون التفاعل والأدلة للتعرف على اسرار الله في كونه
الا وهي ان معرفتك بقوانين الكون التي أحكمها الله ثم تطبيقك لها ؛؛ ثم حصولك بعد التطبيق على النتائج المطلوبة لن ينفي عنك صفة العبودية لله ؛؛ فإنما الأسباب مذللة لنا بأمر الله ،، وانما القوانين وضعت بأمر الله ؛؛ فإن أعملت عقلك ووعيك (الذي وهبك الله اياه) واستخدمت القوانين (التي يسرها الله لك ) فحصدت النتائج انما كان كل ذلك بأمر منه أيضا
ولهذا كان دوما ابحار المؤمن في سنن الله وقوانينه دروبا تقربه اليه وتعزز الوصل بينهما ؛؛ لا سببا للغرور والأستعلاء ؛؛ فالخالق منزه عن المقارنات ،، وماحدث ويحدث وماسيحدث ؛؛ كله بأمره
والقوانين والاسباب ماهي الا من مخلوقات الله المسخرة والمذللة لنا في هذا الكون بأمره ؛؛ والأخذ بها والقلوب متعلقة به سبحانه هو سر السعادة في هذه الرحلة الدنيوية لذلك سخر الله لنا كل شء وكل الكون جعله يعتنى بنا ،
اذن اوجد الله تعالى السنن الكونية لينظم بها حركة الحياة ومايجري فيها فلاتتعارض ولاتتضارب ولاتتصادم بل تكون حياة منسجمة مستقرة فيها مايعكس صفات خالقها العظيم
فهل شهدت يوما تأخرت الشمس فيه عن الشروق ؟! او تأخرت فيه عن الغروب ؟! او شهدت تغير تعاقب الفصول الأربعة ؟! فجاء الربيع بعد الصيف ؟ وماهذه الا امثلة عظيمة الشأن في تنظيمها بسيطة الشأن على عقلك لتكرارها فتعتبرها من المسلمات الموجودة يوميا الا ان فيها إحكاما عظيما بقوانين لايقوى على تنظيمها وايجادها الا خالقها الواحد
كذلك من القوانين الكونية ” قانون التفاعل “
ان تتفاعل لك الأرض بحرثها وبذارها وسقائها فتنبت زرعا وثمارا فتأكل منه وفي هذه السلسلة البسيطة
( وماهي ببسيطة الا لأننا اعتدنا عليها )
فيها تتابعا لعددا من القوانين العظيمة التي لايقوى على صنعها وتنظيمها الا خالقها الواحد
وكذلك هي كل سنن الكون التي خلقها الله تعالى محكمة منظمة مرتبة دقيقة ومنسجمة مع بعضها البعض بطريقة تضمن سريان الحياة بيسر وبدون تعارض فانظر الى العالم من حولك ان وجدته منتظما هادئا مستقرا فاعلم ان قوانين الله مطبقة فيه ؛؛ وان رأيت مجتمعا فيه من الأفات والمشكلات مالاتستحسنه العقول ولاالقلوب فاعلم ان سنن الله قد تم الأبتعاد عنها بسبب نوعية وعيهم وافكارهم وايمانهم
فأينما كانت قوانين الله متبعه ؛؛؛ حلت النعــم
واينما كانت قوانين الله مهملة ؛؛؛ حلت النقــم
وهذا قانون القوانين وسيدها ؛؛ فأحفظه عن ظهر قلب
اذن القوانين الكونية ميسرة لنا من الخالق الذي استخلفنا في هذه الأرض
(وهي ليست من صنع عقل البشر)
وماحصدت فيها من نعم ماهو الا بتوفيق من الله تعالى من خلال استحقاقك لذاتك ورفع وعيك وتطويرذاتك بالتفاؤل والايجابية يتم جذب وتجلى كل ماتنويه فمن أراد ان يسعد ؛؛ فليستثمر كل ماخلقه الله فيه
( فكره وبدنه ونفسه وروحه ) + و ليستثمر كل ماخلقه الله له في هذا الكون
فإن كانت حياتك على غير ماترغب به ؛؛ فإنه ليس بسبب المستخلف ( بكسر اللام)
وانما بسبب كسل المستخلف ( بفتح اللام )
فخياراتك هنا واسعة وغير محدودة
فكيف أرى الحياة في قصة قصيرة مختصرة ؟؟
أرى ان لنا ربا ، رحيما ،كريما ، معطيا ؛؛ خلق لنا هذه الأرض ومافيها ؛؛ أدوات تساعدنا في عهد خلافتنا فيها خلافة تبدأ عهدها ،
مع نفس الشهيق الأول ،، وتنتهي مع أخر زفير لنا ،، على الأرض ؛؛ وانزل للخليفة منهجا ودستورا واضحا إن استعان به استقامت له امور الخلافة ؛؛
ففي هذا الدستور امورا تكليفية ثابتة لايجوز التغييرفيها ( الحلال والحرام )
وفي الدستور ايضا امورا كونية تفاعلية (لاعلاقة لها بالتكليفات الثابتة ) متروكة لأبداع الخليفة وجهده وسعيه
مثال بسيط : فان الله تعالى ينزل الماء من السحاب لتمتليء به الوديان والانهار ؛؛ فكان على الأنسان ان يذهب الى النهر ليجلب الماء في كل مرة اراد فيها ان يشرب ؛؛ لكنه تفاعل بعقله مع قوانين الكون وتفاعل مع المادة التي خلقها الله له فصنع ماصنع وابتكر ماابتكر حتى اصبح الماء يصله في بيته دون ادنى مشقة ،، فاستزاد من نعيم الدنيا بحركته هذه ؛؛ فشكر الله وحمده على هذه النعمة فقانون الشكر يتبعه الزيادة “لئن شكرتم لازيدنكم”
والسنن الكونية تفاعلية بطبيعتها اي انها تعطي ؛؛ من يريد منها
وتمتنع عن العطاء لمن لايتفاعل معها ولهذا وصفت بأنها تفاعلية اي انها متغيرة العطاءات بتغير المدخلات ،، ولأن المدخلات صادرة من الأنسان ،، والأنسان متعدد الأبعاد ،، فلديه فكره ومشاعره وبدنه وروحه ،، كانت مدخلاته مختلفة باختلاف البعد .
بمعنى ان فكر الأنسان يتفاعل مع القوانين الكونية وعطاء القوانين الكونية سيكون محكوما بنوعية الأفكار المتفاعلة معها
ومشاعر الأنسان اى الانتباه والمراقبة والرضا والصلة بالله اى الصلاة والذكر والاوراد والتسليم كل ذلك يصنع وعى عميق له ذبذبات مرتفعة لان الكون كله ذبذبى يصنع وفرة وتجلى وتفاعل مع القوانين الكونية وعطاء القوانين الكونية سيكون محكوما بنوعية المشاعر المتفاعلة معها .
وجسد الأنسان يتفاعل مع القوانين الكونية وعطاء القوانين الكونية سيكون محكوما بنوعية الفعل المتفاعل معها
وروح الأنسان تتفاعل ايضا مع القوانين الكونية وعطاء القوانين الكونية سيكون محكوما بتفاعل الروح معها
وهكذا نرى ان لكل بعد في الأنسان طبع في التفاعل مع القوانين الكونية ولكل بعد من هذه الأبعاد أثر وعمق مختلف على حياة الأنسان بعد تفاعله مع القوانين .
وفطرة الله التي فطر الأنسان عليها ان يكون حاله متغيرا ومتقلبة ؛؛ ولما كان متغيرا ومتقلبا ،، فنحن نعلم مسبقا ان عطاءات القوانين ستكون متغيرة ومتقلبة ومعنى ان يكون الأنسان متغيرا ومتقلبا يعني انه مفطور على ان يشعر بالسعادة والحزن ،، بالامن والخوف ؛؛ بأفكار ايجابية وسلبية ففيه من المتضادات ماكثر
فإذا كان تقلب الانسان بين السعادة والحزن وبين الامن والخوف وبين الايجاب والسلب ،، فطرة فطره الله عليها فمالذي نريده هنا ؟
ومالذي نبحثه ونحاول الوصول اليه ؟
ان “من عرف نفسه عرف ربه”
وماأدعو له ان تتعرف الى أبعادك المختلفة ان تتعرف الى متضاداتك في نفسك ان تعرف طبعها وصفاتها ان تعرف مسببات هذه الصفات ونتائجها ان تعرف حدودها وأفاقها ان تعرف ظاهرها وباطنها ان استثمرت الوقت لتفعل هذا ؛؛ أصبحت خبيرا في ذاتك المتعددة الأبعاد ؛؛ واستطعت ان تطوعها بما يخدمك ؛؛ ووظفت ملكاتها توظيفا صحيحا ؛؛ بعد ان تتعرف على ذاتك المتعدد الأبعاد تصبح خبيرا بوطنك وسكنك الحقيقي ؛؛ وطن تسكنه في كل لحظة ويرافقك في كل أن ؛؛ لن يصبح غريبا عليك ولامبهما لك لن يصبح سرابي التكوين …..بل حقيقة واضحة لك ؛؛ تراها وتتفاعل معها وتوظفها لخيرك ستبقى بين أحضان الفطرة المتغيرة الى الأبد لكنك ستكون واعيا بالموازين لن تأخذك موجة السلب المدمرة ولن تعيش في ايجابية مطلقة ستمر عليك الأفكار السلبية ؛؛ لكنها لن تستغرق من وقتك اشواطا طويلة لانك خرجت من الوعى السطحى الى الوعى العميق المستريح بتطوير ذاتك واستحقاقك لنفسك وذاتك ورفع استحقاقك ؛؛ مثلا :ستصاب بانفلونزا ؛؛ لكنك لن تستنزف صحتك في مرض خطير ؛؛ ستمر عليك ضائقات لكنها لن تحبسك في ركن ضيق وتصعب عليك انفاسك بل ستكون حلقة توصلك الى مابعدها الأفضل لانك وصلت الى منظومة التناغم والتزامن مع كل الكوانين التى سخرها الله وجعلها تعتنى بك فالامتنان والشكر اكبر موجة للزيادة والوفرة والتجلى
واخيرا اقول ان الواعى الاول والاكبر للانسانية هو سيدنا محمد صل الله علية وسلم هو نور الله فينا فلنبصر هذا السر بتطبيق سنته وهديه وان تكون قائد الدفة في رحلتك بالاستعانة بالله ورسوله ؛؛
لا ان تكون مركبا هشا تكسرك ألطف الأمواج فتأخذك بعيدا عن سبب قرار الله في ايجادك على هذه الأرض وهو” الخلافة “