متبعة – رياض حجازي
.
قال أدادير لخالد رضي الله عنه :
يا أخا العرب ما الذي دعاك لأن تأتي للمبارزة بنفسك ؟
ألا تخشى إن قتلتك ان يبقى اصحابك بدون قائد ؟
فقال خالد : يا عدو الله ، لقد شاهدت منذ قليل ما فعل نفر قليل من اصحابي
فلو انني اعطيهم الاذن لقضوا على جيشك بكامله بعون الله .
إن معي رجالا يعتبرون الموت سعادة وأن هذه الحياة ما هي إلا وهم .
وعلى كل حال ، من أنت ؟
فقال أدادير باستغراب : ألا تعرفني ؟
لقد سميت على اسم ملاك الموت .
أنا عزرائيل ( في زعمهم ) .
فضحك خالد وقال : أخشى أن يكون من سميت باسمه يبحث عنك ليأخذك إلى جهنم .
فتجاهل أدادير هذه الملاحظة واستمر بالكلام دون أن يكترث بما قيل قائلا : ماذا فعلت بأسيرك كولوس ؟
فقال خالد : انه مقيد في الحديد .
فقال ادادير : ما الذي يمنعك من قتله ؟ إنه من أدهى رجال الروم .
فقال خالد : لا شيء يمنعني سوى رغبتي في قتلكما معا .
فقال ادادير : اسمع …. سوف أعطيك ألف قطعة من ذهب وعشرة أثواب من الحرير وخمسة أحصنة إذا قتلته واعطيتني رأسه .
فقال خالد : هذا ثمن كولوس . وماذا سستعطيني لتنقذ نفسك ؟
فقال أدادير : ماذا تريد مني ؟
فقال خالد : الجزية .
فغضب أدادير وقال : كما ترتفع بالمجد فإنك ستسقط بالعار .
دافع عن نفسك لأنني سأقتلك الآن .
ولم يكد يتفوه أدادير بهذه الكلمات حتى انقض عليه خالد .
وضربه خالد عدة مرات بسيفه لكن أدادير أظهر مهارة وتمكن من صد جميع الضربات .
وصدرت صيحة اعجاب من صفوف المسلمين للمهارة التي يدافع بها الرومي عن نفسه أمام قائدهم الذي لا يوجد له ند في المبارزة وإن وجد له ند فسيكون من بين المسلمين فقط .
ثم توقف خالد عن المبارزة وهو في دهشة مما حدث .
وارتسمت الابتسامة على وجه الرومي عندما ققال : والمسيح انني استطيع أن اقتلك اذا شئت ..
لكني مصمم على اخذك حيا لكي أطلق سراحك بعدئذ شريطة أن تترك أرضنا .
وثار غضب خالد لبرودة أعصاب القائد الروماني ولنجاحه في الدفاع عن نفسه .
وقرر خالد ان يأخذ الرومي اسيرا ليذله .
وعندما تقدم خالد ليهاجم مرة اخرى انطلق أدادير بسرعة نحو صفوف الروم .
واعتقد خالد أن الرومي قد هرب من القتال لذلك بدأ خالد على الفور بمطاردته وشاهد المتفرجون من كلا الجيشين القائدين وهما يطاردان بعضهما في الأرض الحرام بين الجيشين .
ودار الفارسان حول ميدان المعركة عدة مرات وبعد ذلك بدأ خالد بالتخلف من أدادير بسبب تعرق حصانه وتعبه
وكان حصان الرومي افضل من حصان خالد حيث لم تظهر عليه أمارات التعب .
وبدا هذا وكأنه خطة مدبرة مسبقا من قبل ادادير لأنه عندما رأى أن حصان خالد قد تعب أوقف حصانه وانتظر لكي يمسك بخالد وكان خالد في حالة لا تعرف الصفح خاصة وأن خصمه قد تفوق عليه في المطاردة ولم يتحمل مزاجه ان يسمع للرومي وهو يسخر منه ويقول : ايها العربي !
لا تظن أنني هربت خوفا منك .
في الحقيقة كنت لطيفا معك .
إنني قابض الأرواح !
إنني ملاك الموت !
لم يعد حصان خالد يصلح للقتال .
فترجل وسار نحو ادادير والسيف بيده .
وأخذ ادادير يحلق في خصمه وهو يقترب منه مترجلآ بينما هو على حصانه .
وفكر الآن بأن خالدا وصل إلى حيث يريد .
فعندما اصبح خالد على مسافة قريبة ممن أدادير استل سيفه وهوى به بشدة نحو خالد لكي يضرب عنقه لكن خالد خفض رأسه لكي يتفادى نصل السيف الذي مر فوق راسه ببضع بوصات .
وفي اللحظة التالية ضرب خالد القائمتين الاماميتين لحصان أدادير فبترهما عن جسم الحصان بشكل كامل .
وسقط الحصان وراكبه على الأرض .
والآن خانت الشجاعة ادادير .
فنهض وحاول ان يهرب لكن خالد قفز عليهه وأمسك به بكلتا يديه ورفعه عن الأرض ثم هوى به ثانية .
ثم امسك بأدادير من ياقته وشده إلى أعلى وساقه نحو جيش المسلمين حيث لحق بكولوس كأسير مكبل بالحديد .
ثم بدأت الملحمة الفاصل لفتح دمشق وفيها أعاجيب من البطولات النادرة .
.
المصادر …..
كتبه : محمد الفاتح .
جندين العزة
فتح دمشق .
الواقدي
الطبري الجزء الثاني
كتاب سيف الله خالد بن الوليد الجنرال أ . أكرم
تاريخ اسلامي