بقلم الإذاعية : رشا أنور
بمناسبة عيد ميلاد التليفزيون المصرى سوف أكتب عن أجمل ذكرياتى مع أشهر مذيعات التليفزيون المصرى فى ستينيات القرن الماضى إنها الإعلامية الكبيرة القديرة ليلى رستم ولكن دعونى احكى لكم اولاً عن أمى السيدة الجميلة التى كانت شديدة الإعجاب بالإعلاميات أمانى ناشد وليلى رستم وسلوى حجازى وغيرهن من نجمات الاعلام والمجتمع الفضليات والتى كانت دائمة التحدث عن اناقتهن فى الحوار وجذابيتهن الهادئة أمام الشاشة ولحسن الحظ كانت أمى تحتفظ بالعديد من المجلات التى تحوى أخبارهن وصورهن فعرفت عنهن وعن غيرهن الكثير فكانت منتهى المتعة أن اتصفح المجلات الصادرة منذ سنوات قبل ميلادى واقرأ بلغة عصر أخر وذات ليلة من ليالى صيف 2008 كنت فى مناسبة عائلية فى كبرى فنادق القاهرة ووصلت باكراً لأجد فى اللوبى سيدة جميلة رقيقة أمامها عصير برتقال وتجلس بمفردها فإذا بها الإعلامية الجميلة ليلى رستم فتوجهت إليها فوراً دون تفكير ودار الحوار التالى – مساء الخير مدام ليلى. – إيه ده انتِ عارفانى. – طبعاً حضرتك الاستاذة والإعلامية الكبيرة ليلى رستم. – بس أنتِ صغيرة جداً يعنى ما توعيش على برامجى. – فعلاً لكن شاهدت لحضرتك أكثر من لقاء تليفزيونى وكان أشهرهم لقاء يذاع باستمرار مع الفنان أحمد رمزى لما سألتيه عن سر السلسلة الذى يرتديها ده غير أن ماما محتفظة بمجلات كثيرة حضرتك كنت متصدرة غلافها فقالت لى : فعلاً !!! … شئ غريب .. وبعدها بدأنا فى حديث طويل وجميل للغاية ثم أخبرتها خلاله أننى مقدم برامج بالإذاعة ويشرفنى جداً أن تكون ضيفتى فكان الرد فوراً أنتِ جريئة جداً عايزة تحاورى ليلى رستم مرة واحدة فقلت لها : يشرفنى جداً فقالت : لكن علشان تحاورى ليلى رستم لازم فى البداية أقيمك وما تزعليش منى لو رفضت. قلت لها : أنا على اتم استعداد لتقييم حضرتك ومش هزعل لو رفضتى بعدها التسجيل معى لكنى متأكدة ان تقييم حضرتك هيكون فى صالحى .. ثم بدأت فى الحديث معى فى عدة موضوعات وتجاذبنا أطراف الحديث ثم قالت : غريبة أنت شكلك صغير جداً ولا يوحى على الاطلاق أنك على دراية بكل هذه الأمور. ثم جاء فى هذه اللحظة الصحفى الكبير لويس جريس وعرفت انها كانت فى انتظاره عرفته بى .. الجميلة دى اسمها رشا أنور مذيعة فى الاذاعة .. تصور عرفتنى والغريب يا لوس انى اتفجأت بعقليتها وهنا انضم لويس جريس للحديث معنا الذى استغرق اكثر من ساعة .. والحقيقة أننى كنت لا أريد أن تنتهى هذه المقابلة الرائعة وكنت أقول لنفسى كل دقيقة هيا انصرفى الآن حتى لا تكونى ضيفة ثقيلة إلا أن ليلى رستم كانت توحى لى بالانسجام التام فى الحديث ثم تبادلنا أرقام التليفونات وقبل أن أغادر هذه الصحبة الرائعة قام لويس جريس بالتقاط صورة بكاميرا تصوير محترفين كانت بحقيبته ثم طلب من عامل الأوتيل أن يصورنا جميعاً للذكرى .. ومر يومان على هذه المقابلة الرائعة ثم اتصلت بالاستاذة ليلى رستم فإذا بها ترحب بى وتدعونى لزيارتها فى منزلها بالمهندسين فذهبت واأا فى قمة السعادة وهناك سألتها عن تقييمى الذى كنت انتظره بفارغ الصبر فقالت لى : أنتِ مذيعة متميزة وذكية جداً ونجحتى فى إقناعى بشخصك أنا موافقة أسجل معاكى للاذاعة وعلى فكرة ده أول حديث اذاعى لى فلم أسجل أى حديث إذاعى من قبل واعتقد انه سيكون الأول والأخير .. فقلت لها على الفور : تسمحيلى أسجل قصة حياتك التى لا يعرفها أحد فقالت لى موافقة .. ثم ذهبت لتحضر لى عصير برتقال بالجزر و قطعة من الكيك وقالت لى : دى من إخراج ليلى رستم. الحقيقة أن ده كان أول تعارف لى بعصير البرتقال بالجزر وقد حرصت على حثى على المواظبة على تناوله يومياً نظراً لفوائده المتعددة ثم جابت بى جميع حجر منزلها لتحكى عن ذكرياتها وعاداتها ثم احضرت البوم للصور وشاهدت صورها منذ ان كانت طفلة صغيرة جميلة وحكت لى عن الصورة التى كانت سبباً فى فوزها بلقب ملكة جمال بلاج إسكندرية كأجمل صورة لطفلة وكانت المكافأة من المجلة فرش كامل لغرفة أطفال مليئة بالالعاب وتوالت الحكايات إلى أن وصلت للجامعة الامريكية وقالت لى : لم يكن فى الجامعة وقتها بنات غيرى أنا ولبنى عبد العزيز احنا دفعة واحدة وحكت لى عن المسرحية اللى مثلت فيها وكانت مرعوبة وهى بتمثل لأن عمها الفنان القدير ذكى رستم أو ذكى بك رستم كما تلقبه فى حديثها كان لا يحب أن تمثل أو أن تكون مشهورة على الاطلاق حفاظاً على تقاليد العائلات الأرستقراطية فى هذا الوقت وبالفعل دبت مشاجرة كبيرة مع والدتها لاشتراكها فى هذه المسرحية .. ثم حكت لى عن تفاصيل كثيرة فى حياة ذكى بك رستم ثم حكاية بعثتها للدراسة فى أمريكا ومعاناتها كفتاة أرستقراطية أصبحت فجأة مسئولة عن نفسها بلا مساعدة من دادة أو طباخ الأمر الذى جعلها تفقد الكثير من وزنها حتى تعلمت الطبخ على يد زميلاتها الفرنسيات كما حكت عن عن قصة زواجها وانطلاقها كمذيعة شهيرة فى مصر ثم لبنان وأشهر الحوارات واللقاءات لكبار نجوم الفن والسياسة والمجتمع فى مصر والوطن العربى واطرف المواقف وكواليس البرامج والعديد والعديد من المحطات التى شهدت قصص نجاح وطموحات وصدمات وأحزان إلى أن وصلنا لعام 2008 وماذا تفعل ليلى رستم فى هذا العام وماذا تريد وتتمنى لنفسها ووطنها بعد هذه الرحلة ؟ وبعد هذا اللقاء الرائع قالت لى : الآن تستطيعى كمذيعة أن تحاورينى أمام الميكروفون كما تشائين فسألتها على استحياء أن تكون المقابلة القادمة فى مبنى ماسبيرو لتكون جودة الصوت أفضل من جهاز التسجيل العادى فوافقت على الفور وحددنا موعد وشرفتنى فى الاستوديو لنتحاور ونسجل أجمل وأروع تسجيلاتى قصة حياة الإعلامية الرائعة ليلى رستم وطار قلبى فرحاً حين استمعت إلى البرنامج واتصلت لتشكرنى شكراً جزيلاً بعد إذاعة الحلقة هذه هى الجميلة المتميزة ابنة الأصول والبيوت المصرية العريقة التى ترجمة رقى تربيتها وسمو افكارها وقناعتها من خلال حديثها الشيق للغاية والذى استمر لاربع ساعات متصلة وكيف تعاملت بمنتهى البساطة والروعة بل والندية بلا تكلف او تفاخر بقيمتها وتاريخها العظيم مع إذاعية صغيرة لم يكن لها اسم على الاطلاق لمجرد ايمانها بموهبتها واحتراماً للمبنى الذى تمثله فضلاً عن كلماتها المشجعة ونصائحها الذهبية التى لن أنساها ابداً .. وقد كان هذا الحوار الانطلاقة الاولى لسلسلة تسجيلات نادرة لقصص حياة العديد من مشاهير الفن والصحافة والإذاعة والتليفزيون لكن تبقى الاستاذة الكبيرة ليلى رستم صاحبة الفضل فيما بثته فى نفسى من ثقة وما تعلمته منها كان بمثابة دورة تدريبية خاصة فى الاعلام والحياة فهى بلا منافس قدوتى وافتخر … لها منى كل الحب والتقدير والاحترام والامتنان متعها الله بالصحة والعافية وكل عام وحضراتكم والتليفزيون المصرى بكل خير إن شاء الله.