اسليدرزمن الفن الجميلعالم الفنمشاهير الفن

في ذكرى وفاة سمير سرور عاشق الساكس

بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم

أحد الفلاسفة قال : من لم يحركه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج وليس له عندي علاج .. والموسيقى تهذب الروح وفي الطب الحديث وجدنا العلاج بالموسيقى ومن الموسيقيين الماهرين إسماعيل يحيى محمد سرور الشهير بسمير سرور وهو من مواليد 26 أبريل عام 1933

عاش فى حى السيدة والتحق بمدارس الحى وعمل في إحدى مطابع الكتب وكان يذهب إلى السينما لمشاهدة الأفلام الأجنبية المتضمنة عزف على الساكس فون ثم التحق بموسيقى الجيش.

أول ساكس فون امتلكه سمير سرور كان هدية من والده ولشدة فرحه به أخذه فى حفل لكنه نام وعندما استيقظ وجده مكسورا بجواره الأمر الذى أحزنه وحاول إصلاحه لكنه لم يخرج الصوت الجميل للآلة السليمة.

شارك سمير سرور فى العديد من الحفلات وكان يرتجل فى بعض القطع الموسيقية بالساكس فون فأعجب بها صديقه فاروق سلامة وطلب منه تسجيل أسطوانة لهذا الارتجال وبالفعل سجلها وأطلق عليها اسم نوال وكانت سبب اكتشافه

حيث سمعها بليغ حمدى فسأل فاروق سلامة عن عازف الساكس وطلب مقابلته وبالفعل ذهب ليقابله وأثناء اللقاء قال له بليغ حمدي : عبد الحليم حافظ يبحث عن جديد فى موسيقى أغانيه .

أخذ بليغ حمدى الموهوب سمير سرور وقدمه إلى عبد الحليم حافظ وعرض عليه بليغ فكرة إضافة الساكس فون في الفرقة الموسيقية فرحب عبد الحليم وقال لسمير سرور : ابسط يا عم هتبقى مشهور .

سمير سرور عندما رأى أحد العازفين الغربيين يعزف الآلة فى فيلم لحن الخلود خلف الموسيقار فريد الأطرش لفت نظره أن العازف يستخدم الآلة بطابعها الغربى لذا ابتكر فى كيفية تطويع الآلة كى يتم عزف موسيقى شرقية باستخدامها يطلق عليه ربع تون.

سمير سرور الذي كان مشهورا في تونس عاشق الساكس وفي إحدى حفلات عبد الحليم حافظ في تونس وخلال عزف سمير سرور للصولو طلب منه الجمهور أن يعيد العزف أكثر من مرة وبالفعل أعادها أكثر من 15 مرة حتى قال عبد الحليم : خلاص غنى أنت يا سمير .. وضحك الجميع.

المذيع التونسى الذى كان يقدم الحفل : هذا ليس عازف ساكس بل هو عاشق الساكس وكان سمير سرور يحب هذا اللقب جداً.

عبد الحليم حافظ كان يحب سمير سرور وعندما كان عبد الحليم حافظ يغنى أغنية أى دمعة حزن لا قدم أعضاء الفرقة للجمهور ونسى أن تقديم سمير سرور وعندما جاء دوره للعزف المنفرد قال عبد الحليم على الهواء : سمير نسيت.

تقابل سمير سرور مع الموسيقار محمد عبد الوهاب فى منزله بصحبة فاروق سلامة وعزف أمامه فصفق له محمد عبد الوهاب وهنا قال سمير سرور : لماذا لا تلحن لحناً واحداً فيه ساكس يا أستاذ ؟ فقال له محمد عبد الوهاب : بصراحة لو عملت معك سيقولون إننى أقلد بليغ حمدي ..

لكن عبد الحليم حافظ طلب من محمد عبد الوهاب فى اللحن الخاص بأغنية يا خلى القلب إدخال الساكس فون فرفض وعندما ذهب سمير سرور وعزف فى بيت عبد الحليم اتصل عبد الحليم بمحمد عبد الوهاب واسمعه اللحن فى التليفون فوافق ووضعه فى لحن الأغنية.

سمير سرور شارك مع الفرقة الموسيقية التي تصاحب عبد الحليم حافظ في الغناء ومن الأغنيات التي شارك فيها سمير سرور نذكر على سبيل المثال : سواح وجانا الهوى وزى الهوى والهوى هوايا ومداح القمر ويا خلى القلب وحاول تفتكرنى وموعود وأسمر يا أسمرانى وأى دمعة حزن لا.

أول لقاء لسمير سرور مع أم كلثوم كان عن بليغ حمدى حيث دعاه لمقابلته فى استوديو محمد فوزى الذى كان موجوداً فى العتبة وعندما وصل سمير سرور إلى الاستديو وجد أم كلثوم فسلمت عليه وسألته : ماذا تفعل هنا ؟ فقال لها : أنا سمير سرور عازف الساكس فطلبت منه الجلوس وقالت : سمعنى ومن شدة الاحترام لها والخوف نفخ فى الساكس فلم يخرج منه صوت واحد فطلب منه بليغ حمدي العزف مرة أخرى فعزف فأعجبت أم كلثوم بعزفه وقالت له : اوعى تخاف يوم الحفل يا سمير.

شارك سمير سرور فى أربع حفلات لأم كلثوم وكان وقتها شاباً صغيراً فى بداية حياته لكن وقع بينهما خلاف ففى شهر سبتمبر عام 1969 سافر سمير سرور مع أم كلثوم إلى ليبيا واستقبله الجمهور بكل ترحيب وقبل رفع الستار أخذ الجمهور ينادى : سمير .. سمير لأن الجمهور يعرفه من زيارته السابقة مع عبد الحليم حافظ

الأمر الذى أغضب أم كلثوم ففاجأته أم كلثوم قائلة : لا تصعد على المسرح لأنى لن أغنى أى لحن من فات الميعاد أو ألف ليلة وليلة فبكى سمير سرور فى الكواليس وكتبت الصحافة الليبية وقتها : سمير يبكى فى الكواليس على ألف ليلة وليلة ..

وقام البعض بنشر تصريحات على لسانه غير دقيقة وكان مثيراً للغيرة لأنه شارك مع أكبر العازفين وهو عمره لا يتجاوز الـ 23 عاماً ومنهم من كان يستغرب وجود آلة غربية فى فرقة أم كلثوم وعندما عادت أم كلثوم إلى مصر أحيت حفلاً بالقاهرة ولم تدع سمير سرور وأحضرت عازفاً آخر وهو السيد سالم لكى يعزف الصولو بدلاً منه فحزن سمير سرور وذهب إلى بليغ حمدي فى بيته وشاهد الحفل فى التليفزيون معه وهو يبكى.

ذات مرة سافر سمير سرور إلى فرنسا وأعطى الساكس فون لشركة شهيرة في صناعة آلة الساكس فون فى العالم وعندما سمعوا عزفه الشرقى على الساكس فون طلبوا أن يضعوا الساكس الذي يعزف عليه فى متحف بفرنسا خاص بالشركة وكتبوا عليه .. ساكس أشهر العازفين الشرقيين فى العالم ..

ومنحته الشركة بدلا منه آخر من نوع حديث لأنها كانت تعرف قيمة سمير سرور وتعتبره من أهم العازفين فى العالم للساكس فون وعندما عاد سمير سرور للقاهرة شعر بالندم والحزن.

أيضا ذات مرة كان سمير سرور في تونس فتسلل بعض اللصوص إلى منزل سمير سرور بالجيزة وسرقوا الساكس وعندما عاد سمير سرور واكتشف السرقة ذهب إلى معارفه في شارع محمد على وسأل أصحاب المحلات ولأن كل الآلات بها غماز واحد وساكس سمير سرور به غمازين فقد وجده لدى تاجر اشتراه من اللص بمبلغ 1200 جنيه فأبلغ البوليس وأخذ الساكس بدون أن يدفع شيئا.

آلة الساكسفون التي كان يملكها سمير سرور كانت أغلى آلة في وقتها حيث أهداها له أحد الأثرياء وكانت من الذهب الخالص .

سمير سرور كان قاسم مشترك في جميع الحان بليغ حمدي تحديداً وعزف خلف جميع كبار المطربين ومنهم كما ذكرنا عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ومحمد رشدى فى الخيزرانة وميتى أشوفك يا غايب عن عينى ونجاة فى وسط الطريق وفايزة فى مال عليا مال وخليكو شاهدين وياما يا هوايا ومع وردة في باودعك ومع عمرو دياب فى حبيبى ومع هاني شاكر وحنان ولطيفة وذكرى ونادية مصطفى وأحمد عدوية وطلال مداح ومحمد عبده ونبيل شعيل.

حصل سمير سرور على جوائز كثيرة منها وسام الجمهورية عام 1964 وشهادة تقدير من الجمعية المصرية للكتاب والنقاد والسينما عام 1983 ودرع التليفزيون عام 1985.

في التسعينيات اتفق نصر محروس مع سمير سرور على إعادة صياغة أغانى عبد الحليم حافظ من جديد على أن تحل آلة الساكس فون مكان أداء صوت عبد الحليم وقدم سمير سرور أول ألبوم الذي صدر عام 1994 بعنوان عاشق الساكس 17 أغنية لعبد الحليم وأم كلثوم وسيد مكاوى وحصل على أفضل ألبوم موسيقى وبلغ عدد الألبومات التي أصدرها سمير سرور 6 ألبومات.

من الأغنيات التي عزفها سمير سرور وضمتها ألبوماته : زى الهـوا وجانـا الهـوا ياوحشـنى واسمر ياسمراني وبتسأل ليه على وسـواح وعالحلوة والمرة وعلى حسب وداد وألف ليلة وليلة وأنا بستناك وأنا هنا وأول مرة وبعيد عنك وبتسأل ليه علية والهوى هوايا والتوبة والويل الويل وأنت عمري وحيرت قلبي معاك وهي دي هي وخسارة ولاموني الناس وليه خلتني احبك وعلى قد الشوق ومكسوفة وموعود وقولوله ورسالة من تحت الماء وسيرة الحب وتخونوه ووحياتك يا حبيبي واسبقني يا قلبي وليلة حب ومقادير وحبيبي وعينيه وزينة وسلامات وكلمة عتاب.

يوم 31 مايو عام 2003 توفى إسماعيل يحيى محمد سرور الشهير بسمير سرور عاشق الساكس.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى