الانتصار على تنظيم الدولة الإرهابية «داعش» ماكان له أن يتحقق ويرى النور لولا فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها السيد السيستاني بعد أيام قلائل من سقوط محافظات ومدن عراقية بيد التنظيم المجرم ، والتي دعت كل عراقي يستطيع حمل السلاح من التوجه إلى ساحات القتال جنبا إلى جنب مع منتسبي الجيش من أجل وقف تمدد هذا السرطان في جسد الوطن ،
ومقابل توغل وانتشار التنظيم الذي كان سريعا ومخيفا إلى درجة أصابت المواطن والمنتسب في صفوف القوات المسلحة بالصدمة والذهول ،
كان لابد من تأسيس جيش فكري وعقائدي من مختلف مذاهب وقوميات المجتمع يأخذ على عاتقه إعادة الثقة إلى صفوف الأجهزة الأمنية ،
ويكون أيضا سندا لها في مواجهة التنظيم المدعوم إقليميا ودوليا وحتى محليا ، فكان الحشد الشعبي الذي تمخض عنه فصائل مسلحة مدعومة من جهات دينية وسياسية ،
ولا ضير في ذلك مادام الهدف كان واحد وهو تحقيق النصر وتجفيف منابع الإرهاب ، وتحقق النصر بعد سنوات من المعارك الشرسة بفضل استبسال أبناء الحشد الشعبي وعزيمة أفراد الجيش العراقي الذين عقدوا العزم على تعويض انكسارهم في تلك الأيام المحن ،
وها نحن اليوم نحتفل جميعا بهذا الإنتصار مستذكرين تضحيات أبطال الحشد والجيش من أبناء الوسط والجنوب ، غير متجاهلين بالطبع وقفة أبناء الحشد العشائري المشرفة في المناطق الغربية ،،
وأنا اعيد شريط ذكريات تلك الأيام العصيبة استحضرني سؤال مهم وهو لماذا لم يعترض أحد على قيادة الحشد طيلة سنوات الحرب ضد داعش ، رغم أنه كانت هناك اتهامات من اطراف شيعية و سنية بحصول إنتهاكات ضد مدنيين عزّل في مناطق كانت خاضعة لسيطرة الحشد ؟
ولماذا لم تصر تلك الأطراف على وجوب تغيير القيادة واستبدالها بأخرى أكثر مهنية ووطنية ؟
تعرفون لماذا ، لأن حياة المعترضين في تلك الفترة كانت على كف عفريت ، وكان الموت يحيط بهم من كل جانب ، لذلك كان من مصلحتهم الإبقاء على الحشد وعلى قياداته حفاظا على أرواحهم التي كادت أن تزهق في ليلة وضحاها لولا فتوى المرجعية وغيرة أبناء الحشد وقادته رئيسا ونائبا ..