كتبت : منى حامد
وقفت مع نفسي أدندن : و مرَّت الأيَّام ودارت الأيَّام ما بين مذاكرة و خصام ؛ أفكر أن هذا ما كانت لتصرُخ به سّيدة الشرق أم كُلثوم ذات نفسها ، إذا كانت تحيا بيننا اليوم و قرَّرت والعِياذ بالله أن تُذاكر ﻷبنائها .
فلأنه سبق السَّيف العزل كما كُل مرَّة ، و إنتهى التيرم الأوَّل سريعاً ، و أكيد من بعده سينتهي التيرم التَّاني أسرع و هلُمَّ جرَّااا ..
إنها الدَّائرة السوداء و مُغلقة علينا في كابوس أزليّ يُطاردنا بكلمات مُخيفة تتردَّد في آذاننا : ( ذاكريلي دي ياماما !! مش فاهم دي ياماما !! و بكرة امتحان ياماما !! )
و يوم الامتحان تُكرم الأُم ، و هي وحدها تُهان … فالمُعتاد في مثل تلك أيام ، أن تتلبَّد السَّماء بالغُيوم و تتساقط أمطار من الدُّموع ، مع هُبوب عواصف رعديَّة مُحمَّلة بأحزمة و أطباق طائرة من البلاستيك أو الجلود الفاخرة ، يُصاحبها أصوات رعديَّه تحمل التَّهديد والوعيد و العصبيَّة . ولو سمح لنا مخرج المشهد أن تدور بنا الكاميرات قليلاً ، سيظهر بالطبع في خلفيَّة المشهد طفلاً باكياً – بين أمٍ شقيانة و مناهج مدرسيَّة خايبانة – في مسلسل كل عام (ضاع العمر ياولدى ) بنفس السيناريو الحزين المخيف من الكوميديا السوداء .
و عُقبال ما الحكومة تِنوي النيَّة لله فتغيَّر مناهجها و تُنظر لأولادنا بعين رضيَّة ، دعُونا نأخد بالأسباب التي في أيدينا وننوي نحن النية خالصة لله وللوطن .
فنُعيد ترتيب أولوياتنا داخل الأُسرة بشكل عام ، و عند الأم بشكل خاص .
نبتعد قليلاً ولو لفترة عن ترسيخ الحفظ لمناهج تتمتع بالحشو و من النُّوع الدَسِم للغاية ؛ والعسير في الهضم ؛ فما بالكم بعُقول أطفال صغيرة .
و نتناسى قليلا وهم التَّفوُّق على أندادٍ ، ليسوا أهلا للمعركة مِن أساسه ؛ فجميعهم أطفالنا وبالفعل هم أغلب من الغلب ؛ يتقافزوا كقطعان أغنام لا تَعِي ما تَحفظ ، وتكتفي بأن تردد كالبغبغوات (و أهي أيام وبتعدي !!!)
فنتقبل فِكرة التنازُل عن حلم التفوق لأبنائنا في إحدى الأعوام أو إحدى المواد كبداية ؛ لنقِف ونبحث عن حلم آخر هو أهمّ من درجات زائلة وتفوُّق واهم يُنسب إلينا معشر الأمَّهات ؛ فتكون الجائزة الكبرى التي ننتظرها ، أن نكتسب ابناً تعلَّم كيف يسعى للنَّجاح وحده و يحُثّ الخُطى إلى القمَّة وحده ، فيكون النجاح دوماً حليفه منسوباً إليه وحده ، والأهم في سُهولة و هُدوء .
نُوجّه إهتمامنا لكيفيَّة تعليم أبنائنا كيف تكون المُذاكرة ؛ بِحُب و رغبة حقيقيَّة في الفهم قبل أي حفظ ، و بقدرة حقيقية على مُراقبة الوَّقت و حُسن إستغلاله ، و بناء قُدرتهم على تحليل المعلومة و إستخدامها في الحياة فمن ثَم تطبيقها على أرض الواقع .
نَهتم بإعلاء قيم أُخرى من ترتيب الأفكار وتنظيم الوقت ، و حُب العِلم و إتقان العَمل عند أولادنا وُصولاً وتدرُّجاً لمرحلة الإبتكار التي هي أهم من ( الرانك ) أو الترتيب . فيكون المُخطَّط ثابت وفعَّال في بِناء طالب يعتمد على نَفسه ، لا معتمداً على الأم المِسكينة .
ومن هنا يُمكِنُنا أَن ننعَم بالإنسحاب الهادئ من دورُنا كمعلّمة منزليَّة غير مرغوب بها على الإطلاق ، أو التي هي بالمعنى البلدي (كابسة على النَّفس) .
نعم هي خُطُوات ، ربما قد تضيق بها المراحل المُتأخّرة من الرّحلة التعليميَّه المُجهدة ، و لهذا ينبغي البدأ فيها مُنذ الصّغر ، قبل أن تُزاحمنا المناهج ، والأَهم قبل الوُصول لمراحل مُتأخّرة من الإنحدار الفكري السَّلبي الإتّكالي ، فمراحل الإنفجار المنزلي وما يَعقبها مِن انكسار العِلاقة العاطفيَّة السَّامية بين الأُم و ضناها .
و اذا تأخَّرنا ابداً ، لن ننهزم و لن نَحرِم أنفسُنا و أولادُنا لذَّة إعتمادهم على النَّفس ولذَّة حُسن استثمار وقتهم ليطول و يشمل أنشطة أُخرى مُفيدة .
فليس أجمل من أن نتذوَّق نعيم مُرور فترة الإمتحانات بهُدوء ، مثلها كبقيَّه الأيَّام ؛ نراقب أبنائنا من بعيد و نُنظّم فقط سَير الدّراسة مُطمئنّين لسَيرها على أكمل وجه . فننعم بالعودة لدُورنا الهادئ الحنون الذي هو محَل تقدير و حُب من أطفالنا ، أن نُقدّم العصير والكيك فيستشعرون الحَنان ودفء العِلاقة الأُسريَّة .
ننظرُهُم ونحن باسمين في إنتظار خروج من هو عالم مُبتكر و مُخترع أو باحث ، كنبتة أمل و نقطة نور مُضيئة نُقدمُّهم للوطن ، سعيدين بخلق جيلاً يُعتمد عليه فيُغيّر عالَمنا مروراً بمَناهِجنا و أُسلوب تربيتنا و مَفاهيمُنا العقيمة . إنَّه حُلم التَّغيير الذي و لا بُدّ أن نبتديه و بُسرعة .
وقفت مع نفسي أدندن : و مرَّت الأيَّام ودارت الأيَّام ما بين مذاكرة و خصام ؛ أفكر أن هذا ما كانت لتصرُخ به سّيدة الشرق أم كُلثوم ذات نفسها ، إذا كانت تحيا بيننا اليوم و قرَّرت والعِياذ بالله أن تُذاكر ﻷبنائها .
فلأنه سبق السَّيف العزل كما كُل مرَّة ، و إنتهى التيرم الأوَّل سريعاً ، و أكيد من بعده سينتهي التيرم التَّاني أسرع و هلُمَّ جرَّااا ..
إنها الدَّائرة السوداء و مُغلقة علينا في كابوس أزليّ يُطاردنا بكلمات مُخيفة تتردَّد في آذاننا : ( ذاكريلي دي ياماما !! مش فاهم دي ياماما !! و بكرة امتحان ياماما !! )
و يوم الامتحان تُكرم الأُم ، و هي وحدها تُهان … فالمُعتاد في مثل تلك أيام ، أن تتلبَّد السَّماء بالغُيوم و تتساقط أمطار من الدُّموع ، مع هُبوب عواصف رعديَّة مُحمَّلة بأحزمة و أطباق طائرة من البلاستيك أو الجلود الفاخرة ، يُصاحبها أصوات رعديَّه تحمل التَّهديد والوعيد و العصبيَّة . ولو سمح لنا مخرج المشهد أن تدور بنا الكاميرات قليلاً ، سيظهر بالطبع في خلفيَّة المشهد طفلاً باكياً – بين أمٍ شقيانة و مناهج مدرسيَّة خايبانة – في مسلسل كل عام (ضاع العمر ياولدى ) بنفس السيناريو الحزين المخيف من الكوميديا السوداء .
و عُقبال ما الحكومة تِنوي النيَّة لله فتغيَّر مناهجها و تُنظر لأولادنا بعين رضيَّة ، دعُونا نأخد بالأسباب التي في أيدينا وننوي نحن النية خالصة لله وللوطن .
فنُعيد ترتيب أولوياتنا داخل الأُسرة بشكل عام ، و عند الأم بشكل خاص .
نبتعد قليلاً ولو لفترة عن ترسيخ الحفظ لمناهج تتمتع بالحشو و من النُّوع الدَسِم للغاية ؛ والعسير في الهضم ؛ فما بالكم بعُقول أطفال صغيرة .
و نتناسى قليلا وهم التَّفوُّق على أندادٍ ، ليسوا أهلا للمعركة مِن أساسه ؛ فجميعهم أطفالنا وبالفعل هم أغلب من الغلب ؛ يتقافزوا كقطعان أغنام لا تَعِي ما تَحفظ ، وتكتفي بأن تردد كالبغبغوات (و أهي أيام وبتعدي !!!)
فنتقبل فِكرة التنازُل عن حلم التفوق لأبنائنا في إحدى الأعوام أو إحدى المواد كبداية ؛ لنقِف ونبحث عن حلم آخر هو أهمّ من درجات زائلة وتفوُّق واهم يُنسب إلينا معشر الأمَّهات ؛ فتكون الجائزة الكبرى التي ننتظرها ، أن نكتسب ابناً تعلَّم كيف يسعى للنَّجاح وحده و يحُثّ الخُطى إلى القمَّة وحده ، فيكون النجاح دوماً حليفه منسوباً إليه وحده ، والأهم في سُهولة و هُدوء .
نُوجّه إهتمامنا لكيفيَّة تعليم أبنائنا كيف تكون المُذاكرة ؛ بِحُب و رغبة حقيقيَّة في الفهم قبل أي حفظ ، و بقدرة حقيقية على مُراقبة الوَّقت و حُسن إستغلاله ، و بناء قُدرتهم على تحليل المعلومة و إستخدامها في الحياة فمن ثَم تطبيقها على أرض الواقع .
نَهتم بإعلاء قيم أُخرى من ترتيب الأفكار وتنظيم الوقت ، و حُب العِلم و إتقان العَمل عند أولادنا وُصولاً وتدرُّجاً لمرحلة الإبتكار التي هي أهم من ( الرانك ) أو الترتيب . فيكون المُخطَّط ثابت وفعَّال في بِناء طالب يعتمد على نَفسه ، لا معتمداً على الأم المِسكينة .
ومن هنا يُمكِنُنا أَن ننعَم بالإنسحاب الهادئ من دورُنا كمعلّمة منزليَّة غير مرغوب بها على الإطلاق ، أو التي هي بالمعنى البلدي (كابسة على النَّفس) .
نعم هي خُطُوات ، ربما قد تضيق بها المراحل المُتأخّرة من الرّحلة التعليميَّه المُجهدة ، و لهذا ينبغي البدأ فيها مُنذ الصّغر ، قبل أن تُزاحمنا المناهج ، والأَهم قبل الوُصول لمراحل مُتأخّرة من الإنحدار الفكري السَّلبي الإتّكالي ، فمراحل الإنفجار المنزلي وما يَعقبها مِن انكسار العِلاقة العاطفيَّة السَّامية بين الأُم و ضناها .
و اذا تأخَّرنا ابداً ، لن ننهزم و لن نَحرِم أنفسُنا و أولادُنا لذَّة إعتمادهم على النَّفس ولذَّة حُسن استثمار وقتهم ليطول و يشمل أنشطة أُخرى مُفيدة .
فليس أجمل من أن نتذوَّق نعيم مُرور فترة الإمتحانات بهُدوء ، مثلها كبقيَّه الأيَّام ؛ نراقب أبنائنا من بعيد و نُنظّم فقط سَير الدّراسة مُطمئنّين لسَيرها على أكمل وجه . فننعم بالعودة لدُورنا الهادئ الحنون الذي هو محَل تقدير و حُب من أطفالنا ، أن نُقدّم العصير والكيك فيستشعرون الحَنان ودفء العِلاقة الأُسريَّة .
ننظرُهُم ونحن باسمين في إنتظار خروج من هو عالم مُبتكر و مُخترع أو باحث ، كنبتة أمل و نقطة نور مُضيئة نُقدمُّهم للوطن ، سعيدين بخلق جيلاً يُعتمد عليه فيُغيّر عالَمنا مروراً بمَناهِجنا و أُسلوب تربيتنا و مَفاهيمُنا العقيمة . إنَّه حُلم التَّغيير الذي و لا بُدّ أن نبتديه و بُسرعة .