كتب الشيخ / لفتة عبد النبي الخزرجي / بابل العراق يصادف يوم 30 حزيران من كل عام ذكرى انطلاق ثورة العشرين الخالدة . في هذا اليوم يحتفل العراقيون بذكرى انطلاق الثورة . فقبل خمسة وتسعين عاما ، كانت منطقة الفرات الاوسط بشكل خاص ، تغلي كالمرجل في ظل الاختلال البريطاني البغيض للعراق . ففي اليوم 29 حزيران اجتمع رؤساء وزعماء القبائل العراقية في الفرات الاوسط في مضيف الشيخ ” عبد الكاظم الحاج سكر ” الواقع في منطقة المشخاب ” وهي مدينة واقعة بين النجف والديوانية . في هذا المدينة تم عقد الاجتماع التمهيدي للتداول في الحالة السياسية السائدة آنذاك . واتفق الجمع على ان الامور لابد ان تأخذ جانب القوة لان اللين مع المحتل لا يجدي نفعا . وقام احد الخطباء فقال :
السيف اصدق انباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
وفي الثلاثين من حزيران انطلقت شرارة الثورة من الرميثة ” وهي مدينة في جنوب العراق – السماوة ” . كانت الشرارة من مضيف الشيخ شعلان ابو الجون وقد استجابت العشائر جميعها لنداء الثورة الذي اطلقته المرجعية الدينية العليا آنذاك . وكانت القبائل العرابية في الفرات الاوسط بداية هي المحرك والقائد للثورة . استطاعت الثورة ان تقلق المحتل كثيرا وتشغله وتسيطر على الكثير من المواقع التي يحتلها البريطانيون . وقد كان المهوال العراقي يردد امام الثوار وهو يقاتل ب(المكوار )*………. الطوب افخر لو مكواري . وانهزم الانكليز امام الثوار وامام ( مكوار العشائر العراقية الاصيلة ) . وعلى اثر ها تم التفاوض مع الثوار لقيام حكومة وطنية عراقية ، الا ان الأنكيز نقضوا عهودهم كعادتهم مع الشعوب ونكلوا بالثوار تنكيلا رهيبا . الا ان النهاية كانت ان تشكلت حكومة وطنية لكنها موالية للبريطانيين .
مع ذلك نحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة لانها رسخت في اذهان العراقيين ان الوطن اغلى من كل شيء .
* المكوار : آله تتكون من عصا قوية وراسها من القار الاسود / وهي سلاح يستخدمه اهل الفرات الاوسط سابقا . وقد استدمه الثوار في معركتهم ضد الجنود الانكليز .