تقع الكعبة المشرفة فى منتصف العالم وكان بناؤها فى الدهر خمس مرات كما ذكر السهيلى فالأولى حين بناها شيث بن آدم والثانية حين بناها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام على القواعد الأولى والثالثة حين بنتها قريش قبل الإسلام بخمسة أعوام والرابعة حين احترقت فى عهد ابن الزبير بشرارة طارت من أبى قسيس فوقعت فى أستارها فاحترقت . وقيل : أن امرأة أرادت أن تجمرها فطارت شرارة من المجمرة فى أستارها فاحترقت فشاور ابن الزبير فى هدمها من حضره فهابوا هدمها وقالوا : نرى أن نصلح ماوهى منها ولاتهدم .. فقال : لو أن بيت أحدكم أحترق لم يرض له إلا بأكمل إصلاح ولا يكمل إصلاحها إلا بهدمها .. فهدمها حتى أفضى إلى قواعد إبراهيم عليه السلام فأمرهم أن يزيدوا فى الحفر فحركوا حجراً فيها فرأوا تحته ناراً وهولاً فأفزعهم فأمرهم أن يقروا القواعد ويبنوا من حيث انتهى الحفر .
أما فى المرة الخامسة بناها عبد الملك بن مروان بعدما هدم ما بناه بن الزبير وبناها على ما كانت عليه فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما فرغ من بنائها جاءه الحارث بن أبى ربيعة ومعه آخر فحدثاه عن عائشة فندم وقال : وددت أنى لو تركت بن الزبير وما تحمل من ذلك .
لما أراد أبو جعفر المنصور أن يبنيها على ما بناها بن الزبير شاور فى ذلك فقال له مالك بن أنس : أنشدك الله يا أمير المؤمنين ألا تجعل هذا البيت ملعبة للملوك بعدك لا يشاء أحد منهم أن يغيره إلا غيره فتذهب هيبته من قلوب الناس فصرف عن رأيه فيه .. وبقى الأمر على بناء بن الزبير حتى كانت سنة 1040 هـ فتهدم بناؤها نتيجة مطر غزير فانعقد رأى الجماعة من علماء مكة وسادتها على عمارتها من مال الكعبة وأن يعرض الأمر على السلطان فى الأستانة فأعيد بناؤها من جديد .
فى رجب عام 1377 هـ أجريت بعض الترميمات فى سقف الكعبة المشرفة تحت رعاية الملك فيصل بن عبد العزيز ولى العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودى .
أما أركان الكعبة المشرفة فهى :
الرُكن الشرقي : هو بجوار باب الكعبة ويُقابلُ بئر زمزم تقريباً ويُسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً ويُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة .
الرُكن الشمالي : هو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف ويُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً وهو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حِجْرِ إسماعيل ويُسمَّى أيضاً بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق .
الركن الغربي : هو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف ويُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً ويُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام وهو الرُكن الذي يكون على الجانب الغربي من حِجْرِ إسماعيل .
الرُكن الجنوبي : هو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف ويُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً ويُسمَّى أيضا بالمُستجار.
للكعبة عدة أسماء تُعرَفُ بها وورد ذكرها في القرآن الكريم وهى : البيت والبيت المحرم والكعبة والبيت العتيق والبيت المعمور .
قال تعالى فى سورة البقرة : [[ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ]] الآية 125 .
قال تعالى فى سورة الحج : [[ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ]] الآية 29
قال تعالى فى سورة الطور : [[ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ]] الآية 4 .
قال تعالى فى سورة إبراهيم : [[ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ]] الآية 37