الحب والوهم الجميل وبينهما يكون الخيط الرفيع، والحد الفاصل الذى ما أن وضعنا قدمنا على أرض أحدهما، فنحن فى مأمن من الآخر رغم أن الفرق كبير جدا بينهم، وأيضا فى طعم ثمار كل منهما، ولا يعلمه إلا أصحاب القلوب التى ترتجى الحب بجماله وروعته، وتبحث عنه.. وعلينا أن نسأل أنفسنا كل لحظة هل مانشعر به حب، أم مصاب بداء الوهم.. وهل الحب ينبع من قلبك أم أنه قد بدأ فى عينيك. وهل تعيش الحب حقا أم أنك كطير جريح، قد تصيده الوهم فكسر جناحه… وبين الحب والوهم أجد القلوب التائهة التى لم تتذوق أكسير الحب، ولم تنجح فى تصديق الوهم الذى تعيشه..فإذا ما وجدت نفسك كنحلة جوالة بين القلوب، ولا يشبعها رحيق قلب واحد فتيقن أنه الوهم وليس الحب… وإذا ما أحبت عينك قبل قلبك فتأكد أنه الوهم الذى يزول بزوال المظهر..
فالحب لا يعرف الجمود ولا الكبرياء، ولا الغل الكامن بالقلوب… ويبقى الحب الحقيقى وردة المحبين، التى تحتاج من كليهما إلى أن يسقياها حبا، وتضحية وربما دموعا أيضا..وما الدموع هنا إلا ترميزا لتعاطفهما معا وليس شرطا أن تظهر دموع المحب، من يحب فقد وجد الآن من يجيد دموع تظهر عند الطلب..
لكن ما أتيقنه أن فى الحب توجد توأمة الروح بينك وبين من تحب، ولن يستطيع الواهم أو الواهمة أن يعيش ذلك الشعور.. أن تشعر بما يدور فى خلدة دون أن يبوح لك أن تشعر بآلامه قبل أن يتحدث توأمة الروح هنا، هى الشعور بالطرف الآخر فى كل حالاته، فى حزنه وفرحه وفى كل شىء وهى بمثابة توثيق للحب الحقيقى، وتكون المفاجأة الكبرى التى لم يتوقعها الوهم، ولم يعرف مداها، وهى أن الحب باختصار شديد هو التضحية والتضحية هى الحب.. ويبقى الوهم عاجزا أن يعى مفهوم ذلك الشعور..قد تعجب عينك وقد تلتمس صفات إيجابية فى شخص ما، وقد تراه أنه متنفس لحياة حزينة، تعيشها ومع كل ذلك لم يكن ذلك حب أو ما يشبه الحب..
وهنا أعلم يقينا أن الحب ..ليس وهما وأن الوهم ليس حبا ولكن من لديه القدرة على التفريق.. فإن وجدت يوما قلبك يخفق وفى حديثك تلعثما وفى أنفاسك حرارة وفى انتظارك قتل للروح وفى كتاباتك نداء وفى شوقك أنينا، فأنت تحب وما عدى ذلك فاترك لقلبك الحكم… كلمتى الأخيرة.. فى قلبك وحدك يكمن الحب والجواب أيضا ، فسأله وحدة وهو يدلك إذا كان حبا أم وهما..