الاسلاميات

فضل مجالس الذكر

احجز مساحتك الاعلانية

اللقاء الايماني مع فضيلة  الدكتور اسماعيل أحمد مرشدي من علماء الأوقاف 

إعداد _ أشرف المهندس
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)

حث الشارع على حضور مجالس الذكر،

وحينما نذكر كلمة الذكر فلا يتبادر إلى الذهن التسبيح والتكبير والتهليل فقط،

بل إن كل عامل لله بطاعة فهو ذاكر له، وأشرف مجالس الذكر هي مجالس العلم،

وقد كان بعض أئمة السلف في مجلس علم يعلم الحلال والحرام، فلما أطالوا المجلس قال أحد الطلاب: نجلس الآن نذكر الله تعالى،

فغضب هذا العالم وقال: فيم كنا إذاً؟! يعني: أن مجالس الحلال والحرام هي من أعظم مجالس الذكر،

وهي أغيظ للشيطان من غيرها؛ لأنها تبصر الناس بمعالم دينهم وطاعة ربهم سبحانه وتعالى، فمجالس الذكر أعم من أن تكون مجالس التسبيح والتهليل والتكبير.
1-. خير أعمال المسلمين وأزكاها
وأطهرها وأعلاها،

وأشرفها قدراً عند الله تعالى،

وأجلها مكانة عنده ذكر الله عز وجل؛ النبي صلى الله عليه وسلم قال )ألا أنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكمْ، وأزكاها عندَ مليكِكِمْ، وأرفعها في درجاتِكُم، وخير لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخير لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضربوا أعناقَهم ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قالَ: ذِكرُ اللَّهِ( فخير عمل يعمله المسلم وأزكاه أن يذكر ربه ومولاه، فالذكر خير ما يكتسب من القربات، وأولى ما ترفع به الدرجات، وهو أفضل من الصدقات، ويعدل الجهاد في سبيل رب الأرض والسموات (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ( فلما كان للذكر هذا الفضل كانت لمجالسه الرفعة على بقية مجالس الناس،
2-. فهي بحق رياض كرياض الجنة في هذه الحياة؛
عن النبي قال ( إذا مررتُم برياضِ الجنةِ فارْتَعوا. قالوا: وما رِياضُ الجنَّةِ؟ قال: حَلَقُ الذِّكرِ) والحديث وإن كان ضعفه جماعة من أهل العلم والمحدثين، إلا أنه قد حسنه بعضهم كالحافظ ابن حجر والألباني وعلى كل حال فمعناه صحيح؛ فإن مجالس ذكر الله فيها حياة القلوب، وزيادة الإيمان، وزكاة النفوس، وسبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.
3-. مجالس السكينة والرحمة
:وهي مجالس تتنزل على أهلها السكينة، وتغشاهم الرحمة، وتحفهم الملائكة، ويذكرهم الله فيمن عنده؛ أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمَعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلونَ كتابَ اللَّهِ، ويتدارسونَهُ فيما بينَهم إلَّا نزلَت عليهِم السَّكينةُ، وغشِيَتهُمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهُمُ الملائكَةُ، وذكرَهُمُ اللَّهُ فيمَن عندَهُ)
4-. يباهي الله بأهلها الملائكة :-
أبوسعيد الخدري قال: خرج معاوية بن أبي سفيان على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا مني، وإن رسول صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنّ به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة) معناه: يظهر فضلكم لهم، ويريهم حسن عملكم، ويثني عليكم عندهم.
5-. مجالس مغفرة :-
مجالس يغفر الله لأهلها ذنوبهم، فهي مجالس مغفرة وعفو وتوبة، عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحين في الأرض فُضْلًا عن كُتَّابِ الناسِ، يطوفون في الطُّرُقِ، يلتمسون أهلَ الذِّكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون اللهَ تنادوا: هَلُمُّوا إلى حاجاتِكم، فيَحفُّونهم بأجنحتِهم إلى السماءِ الدنيا، فيسألهم ربُّهم، وهو أعلمُ منهم: ما يقول عبادي؟ فيقولون: يُسبِّحونك، ويُكبِّرونك، ويحمَدونك، ويمجِّدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا واللهِ ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك كانوا أشدَّ لك عبادةً، وأشدَّ لك تمجيدًا، وأكثرَ لك تسبيحًا، فيقول: فما يسألوني؟ فيقولون: يسألونك الجنَّةَ، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا واللهِ يا ربِّ ما رأوها، فيقول: فكيف لو أنهم رَأوها؟ فيقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حِرصًا، وأشدَّ لها طلبًا، وأعظمَ فيها رغبةً، قال: فمم يتعوَّذون؟ فيقولون: من النَّار، فيقولُ اللهُ: هل رأوها؟ فيقولون: لا واللهِ يا ربِّ ما رَأوها، فيقول: فكيف لو رأَوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشدّ منها فرارًا، وأشدَّ لها مخافةً، فيقول: فأُشهدِكُم أني قد غفرتُ لهم، فيقولُ ملكٌ من الملائكةِ: فيهم فلانٌ ليس منهم، إنما جاء لحاجةٍ! فيقول: هم القومُ لا يَشْقى بهم جليسُهم)
6-. تبديل سيئات أهلها حسنات
ومن فضائل هذه المجالس الطيبة المباركة أن يبدل الله سيئات أصحابها حسنات، تكرما منه عليهم، وثوابا منه لهم على حضورهم هذه المجالس الزاكيات، قال رسول صلى الله عليه وسلم) ما جلس قومٌ مجلسًا يذكرون اللهَ عزَّ وجلَّ فيه فيقومون؛ حتى يُقالَ لهم: قوموا قد غفر اللهُ لكم، وبُدِّلَتْ سيِّئاتِكم حسناتٌ) (عَنْ رَسُولِ اللهِ قَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ»
7-. الذاكرون أهل الكرم يوم القيامة
عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يقولُ اللهُ جلَّ وعلا: سيعلَمُ أهلُ الجمعِ اليومَ مَن أهلُ الكرَمِ. فقيل: مَن أهلُ الكرَمِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: أهلُ مجالِسِ الذِّكرِ في المساجِدِ)
8-. ذكر الله لهم :-
هو أعلى المطالب وأغلى الفضائل، أن يذكرك الله وهو من هو وأنت من أنت، ( فاذكروني أذكركم( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال اللهُ تبارَك وتعالى: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حيثُ يذكُرُني: إنْ ذكَرني في نفسِه ذكَرْتُه في نفسي، وإنْ ذكَرني في مَلَأٍ ذكَرْتُه في مَلَأٍ خيرٍ منهم، وإنْ تقرَّب منِّي ذراعًا تقرَّبْتُ منه باعًا، وإنْ أتاني يمشي أتَيْتُه هَرولةً (.
9-. إيواء الله لأصحابها:-
من الفضائل أيضا أن الله يؤوي من أوى إلى هذه المجالس ويقربهم إليه: قال أبو واقد الليثي ( بينما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المسجدِ، فأقبَل ثلاثةُ نفَرٍ، فأقبَل اثنانِ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وذهَب واحدٌ: فأما أحدُهما فرأى فُرجَةً فجلَس، وأما الآخَرُ فجلَس خلفَهم، فلما فرَغ رسولُ اللهِ قال: ألا أُخبِرُكم عنِ الثلاثةِ؟ أما أحدُهم فأوى إلى اللهِ فآواه اللهُ، وأما الآخَرُ فاستَحيا فاستَحيا اللهُ منه، وأما الآخَرُ فأعرَض فأعرَض اللهُ عنه( .
من فوائد ذكر الله تعالي :-
1- يطرد الشيطان ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
2- يرضي الرحمن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ ”
3-. أنه يزيل الهم والغم عن القلب 4- . ينجي من النفاق (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
.5- أنه يقوي القلب والبدن. ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
6- . أنه غراس الجنة :- لما جاء ذلك الأعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم سأله قال: (يا أعرابي! ما تقول في صلاتك؟ قال: أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، ولكني أتشهد ثم أسأل الله الجنة وأستعيذ به من النار، فقال صلى الله عليه وسلم: حولها ندندن) كلنا نريد الجنة ونعوذ بالله من النار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى