اسليدرالتقارير والتحقيقات

فضل ليلة النصف من شهر شعبان

حوار : خالد الكردى

التقت جريدة العالم الحر بالشيخ إسماعيل أحمد إسماعيل سرور الحسينى عضو هيئة العلماء بالجمعية الشرعية الرئيسية بالقاهرة وهو حاصل على ليسانس الشريعة والقانون عام 1974 وحصل على ماجستير الشريعة الإسلامية عام 2011.

قال الشيخ إسماعيل عن ليلة النصف من شعبان.

الْحَمْدُ لله، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ سيدنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
أَيُّهَا النَّاسُ: خَلَقَ اللهُ تَعَالَى الزَّمَانَ، وَجَعَلَهُ ظَرْفًا لِلْأَعْمَالِ، وَفَاضَلَ سُبْحَانَهُ بَيْنَ الْأَزْمَانِ كَمَا فَاضَلَ بَيْنَ سَائِرِ خَلْقِهِ مِنَ الْبَشَرِ وَالْبِقَاعِ وَغَيْرِهَا، وَمَعْرِفَةُ فَضِيلَةِ الزَّمَانِ عَلَى غَيْرِهِ تُدْرَك بِالنَّصِّ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَاتِّبَاعَ سُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَشَهْرُ شَعْبَانَ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ عَمَلٌ وَهُوَ صِيَامُ أَكْثَرِهِ، وَأَحْدَثَ النَّاسُ فِيهِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا أَعْمَالًا أُخْرَى مَا جَاءَتْ فِي كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ.

أَمَّا مَا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ صِيَامِ أَكْثَرِهِ، فَمَا رَوَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- فَقَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ. وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: «كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا»[1].

وَحِكْمَةُ إِكْثَارِهِ مِنَ الصِّيَامِ فِي شَعْبَان بَيَّنَهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ[2].

وَهَذَا الْعَرْضُ لِلْأَعْمَالِ هُوَ الْعَرْضُ السَّنَوِيُّ؛ فَإِنَّ عَرْضَ الْأَعْمَالِ يَوْمِيٌّ وَأُسْبُوعِيٌّ وَحَوْلِيٌّ: يُعْرَضُ عَلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ عَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ[3]، وَالْأُسْبُوعِيُّ يُعْرَضُ عَلَيْهِ يَوْمَيِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ.

أَمَّا لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ الَّتِي كَثُرَ الْكَلَامُ فِيهَا، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ حَوْلَها، وَأَحْدَثُوا فِيهَا مَا أَحْدَثُوا، وَخَصُّوهَا بِأَعْمَالٍ كَثِيرَةٍ؛ حَتَّى أَضْحَتْ هَذِهِ الشَّعَائِرُ وَالْأَعْمَالُ تَنْتَقِلُ إِلَى النَّاسِ عَبْرَ وَسَائِلِ الْإِعْلَامِ.

فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء ويقلب وجهه ويدعو رجاء أن يأذن له ربه أن يولى وجهه فى الصلاة جهة المسجد الحرام ما فعل رسول الله ذلك بغضاً للصلاة إلى بيت المقدس : وإنما قلب النبى بصره فى السماء وتمنى على ربه أن يحول قبلته إلى البيت الحرام لأن البيت الحرام مفخرة العرب لأنه البيت الذى جعله الله مثابة للناس وأمنًا لأنه البيت الذى جعله الله مزارًا ومطافًا للناس وفى الصلاة الى البيت الحرام كذلك فتح الباب أمام العرب للدخول في الإسلام ثم إن الصلاة الى البيت الحرام هى أقدم القبلتين وقبلة الخليل عليه السلام كانت إلى البيت الحرام وقد أثبت القرآن أن أولى الناس بملة إبراهيم وهديه ودينه هو نبى آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم ..

قال الله عز وجل :{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين } قلب النبى وجهه فى السماء وسأل ربه وتمنى عليه فلبى السميع القريب رجاء حبيبه صلى الله عليه وسلم {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ}

هذه الكلمات نزلت على قلب رسول الله برداً وسلاماً نزلت فغسلت هموماً وغموماً وأذهبت حزناً وكمداً كان قد ابتلى به المسلمون على مدار العام ونصف العام ، فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته التى استجاب الله لها وفرح المسلمون بالقبلة الجديدة التى تخالف قبلةاليهود .

وأشار الشيخ إسماعيل أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان، وهي الليلة التي تسبق يوم 15 شعبان.ويجب علينا جميعآ أن تكثر من الصلاة على حبيبة صلى الله علية وسلم ونحافظ على الصلوات ونكثر من الدعاء .وكل عام وحضراتكم بخير .

واشكر أسرة جريدة العالم الحر ورئيس تحرير الجريدة الاستاذ سمير صبرى.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى