قلم : حسن نصراوي
________________
هناك فهم مغلوط بدراية او عدم فهم خلط الدين بالدولة المدنية وجعلهما قطبان متناقضان لا يقبل احدهم الاخر … وهذا ترويج لاصحاب الافكار الضيقة او المنتفعين واصحاب الافق المحدوده …القصد بالدولة المدنية احترام الجميع متدين او غير متدين وفق ضوابط وقوانيين نافذه من خلال الحريات الشخصية والافكار والرؤى والتصورات ويكون المتقدم اصل المواطنه والحقوق والواجبات .. في الدولة المدنية الوطن للجميع بغض النضر عن اللون والدين والعرق والقومية والمذهبيه ويكون الجميع متساوي … وعدم زج الدين في السياسة بل جعله مصدر الهام ووعي .. والانسان حر في عباداته دون ضغوط … عندما يراد في الدولة المدنية فصل الدين عن السياسة المراد منه في السياسية تلعب المصلحة الدور الاهم … وليس هناك صديق دائم او عدو دائم بل مصلحة دائمة … وهذا مايتعارض وجوهر الدين الذي هو من الثوابت …
الدولة المدنية لا تتأسس بخلط الدين بالسياسة، كما أنها لاتُعادي الدين أو ترفضه، فأن الدين يضل في الدولة المدنية عاملا مهماً في بناء الأخلاق وخلق الطاقة والاسترشاد منه في القوانيين الوضعيه وايضا مصدر الهام خلقي لافراد المجتمع ليس على اساس التمايز مع باقي الاديان بل يكون موحد لها في مايخص مصالح الامه والمجتمع ويخدم الوطن والمواطنه ويزيد من نسيجها المجتمعي … ويكون في اولوية الدولة المدنية …
المواطنة، والذي يعني أن الفرد لا يُعرف بمهنته أو بدينه أو بإقليمه أو بماله أو بسلطته، وإنما يُعرف تعريفا قانونيا اجتماعيا بأنه مواطن، ينتمي الى دولته التي تعني ماضيه وحاضره ومستقبله … وان جميع المكونات المادية في دولته هي ملكه وارثه أي أنه عضو في المجتمع له حقوق وعليه واجبات وهو يتساوى فيها مع جميع المواطنين دون تميز وفق الجهوية والنخبويه والفؤية والمناطقية … يقاس المواطن على اساس قوة انتاجه العقلي والبدني وتفاعله مع محيطه ومجتمعه ومايطرح من مشاريع فكرية تنويرية وانسانية … ومن مرتكزات الدولة المدنية انها
تتأسس على نظام مدني في منظومة علاقتها التي تقوم على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات والعدالة وتوزيع الثروات بشكل يضمن حقوق جميع افراد المجتمع دون تمايز او محابات وفق ميول الحاكم والسلطه … ويكون اساسها
الديمقراطية، هي التي تمنع من أن تؤخذ الدولة غصبا من خلال فرد أو نخبة أو عائلة وتوريث الحكم وجعل الرجل المناسب في المكان المناسب وبث الوعي المجتمعي وتنوير العقول لمعرفة الحقوق والواجبات والاهتمام بتعليم وصحة وثقافة المجتمع … وتكون القوانيين نافذه وملزمه للكل من خلال الفصل بين السلطات واستقلال القضاء وحرية الفكر والتعبير والاعلام الغير المسيس واعطاء حق للمراءة في المجتمع من خلال فرص التعليم والقيادة المجتمعيه في مفاصل الدولة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية … هذه هي اهداف الدولة المدنية وطموحتها وليس لها موقف من الدين ابدا …مشكلتها في الارض والانسان وبنائه … وليس كما يروج لها البعض …