حقيقة يصعب تحصيلها لتفشي باطلنا الذي لا يفيد.. التقطت صورة كونية لكرتنا الأرضية فظهر انها مجرد نقطة في بحر الوجود المخيف .. في مكان لا يذكر..
نقطة لا تكاد ترى وفق مقاييس الرؤية الكونية ، في هذه النقطة الحرية والعبودية، العدل والظلم، الحياة والموت، السعادة والحزن ، كل أفراحنا ومعاناتنا وآلاف الأديان والمذاهب الفكرية والفلسفية ، كل قديس أو آثم في تاريخ البشرية.. عاش هنا.
أكثر من سبعة مليار إنسان يعيشون على ذرة غبار في كونٍ لا ندرك نهايته بل هو في سعة دائمه ، كل مشاكلنا، طموحاتنا، أحلامنا مهما كانت عظيمة تنهار خجلاً عندما نعرف هذه الحقيقة، كم نحن صِغار.
الأرض.. هذه المركبة الضئيلة التائهة في الابعاد السحيقة في رحاب الكون، قد حملت على ظهرها الانسان….. هذا العبء الأكبر الذي تنوء به منذ أن كان ….
تحمل على ظهرها هذا الكائن العجيب ، بكل طوفان اوهامه وأحلامه… وكأن هناك قوة تدفعنا الى مستقبل بافق جديد.. قوة تظهر لنا كم نحن صغار في هذا المعمار الكوني العجيب والغريب والمرعب.. ..
لدرجة اننا نخاف ان نحلم او نفكر في افاق الكون العميق.
لكن تبقى تلك الفسح من الطموح ما يحرك فينا أمل يتجمع في لحظات قليلة محدودة فيها سعادتنا وتعاستنا… .. اولانا واخرتنا، فنحن في النهاية حكاية إنسان، ولد وعاش ومات.