قصيدة الشاعر خلف الحديثي
وحدي أدورُ وتُلغي دربَها نفسي
وقد أعودُ فينهي صمتَه يأسي
كي يُنقذَ الطينُ جرحَ الطينِ من نزقٍ
ويطلقَ الماءُ في منفاهُ فردوسي
أسائلُ النارَ عنْ أحطابِ موقدتي
عنْ أيِّ كأسٍ ملا منْ خمرِه كأسي
فلا أراني وتشكو النقص أجنحتي
وتستعدُّ لجذّ المنتهى فأسي
ويعزفُ الحلمُ موسيقى بلا وترٍ
ينوءُ فيها ويلغي منْ فمي جُرسي
والآن موسميَ المجروح من ظمأٍ
ما زالَ يقراهُ في كيونونتي رمسي
أمرُّ عند شبابيكي مغلقةٌ
ويحملُ الليلُ في كفّ الرؤى شمسي
أحاولُ الآن أن أقرا على عجلٍ
ما خطّهُ الجرحُ بين اليومِ والامسِ
أرى على طرق الآيات يرسمُني
بعضي وبعضي يراني دونما حسّ
ويصمتُ الوقتُ عن وقتٍ به رحلتْ
قواربُ الوهمِ في وهمٍ من الرجسِ
لعلّ شيئاً إذا ما جئتُ ينثرُني
على حدودِ المتى في ضحكةِ البؤسِ
ما متّ لكن أراني فيّ قد دُفنتْ
نارُ الحكايا على تهويمةِ النحسِ
أغازلُ الوجعَ المنثورَ في وجعي
والملحُ همّشني في رجفةِ اللمسِ
فلنْ أموتَ وفردوسي يلاحقني
ولا سبيلَ إلى تغريدةِ الهمس
ليلُ الحريرِ يريقُ الليلُ ضحكتَه
فلا يراني وعندي ينتهي الكرسي
لها أجيءُ وغاياتي تشاكسُني
فلا سوانا وعندي يبتدي عكسي
أرجأت ذاكرتي كي أستميلَ إلى
دربِ انكسارِ الضحى في ظلمةِ الدرسِ
أخيطُ ثوبَ الأنا في كفّ همهمتي
ويرتديني على أوتارِه قوسي
تمهّلي في الأنا يا أنتِ واحترسي
منّا اقتربنا وصغنا لهفةَ العرسِ
كلّي اختيارٌ وكلّي فيك ألمحُني
ما بينَ ذاتي وجلدِ اللحظةِ اندسّي
ألقاكِ وحدي وبئرُ الوقتِ ضيّعني
وضعْتِ منّي وضاعَتْ من يدي خمسي
لو كنتُني كانَ لي كوْني برمّتهِ
وعدْتُ نحوي وعادَتْ نحوها نفسي