كاد عصر الغوازى أن ينتهى ، وقد كان لهن شأن فى أوائل القرن الماضى إلى أوسطه فهن مصدر البهجة للعامة من القرويين فى الأفراح ، وكانت ظاهرة التحلل والإندفاع إلى المجون والخلاعة من أبرز صفاتهن ، وكن لايلمن على ذلك لأن الواحدة تكاد تكون مقطوعة من شجرة كما يقول البعض أى مقطوعة من الأهل فلا يعترف بها أب أو أم ، وقدتركت بين أيدى المتلبسين باللهو فى الأفراح والموالد لتقوم بدورها ، ولاتأخذ من الأجر مايكفى مؤونة الطعام والملبس ، وهى راضية بذلك .
ولم نكن ندرى أن عصر الغوازى سيرجع مرة ثانية فى عصر التكنولوجيا الحديثة الآن فيما يسمى بغناء الجسد ، إذ اصبح الجسد وحده يبتذلن الشائن ، وتسفله المنحدر هو كل شئ لدى هؤلاء ومن تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة ، ألا نطلق على فتيات القنوات الفضائية لفظ المطربات بل نردهن إلى طبيعة أفعالهن الشائهة فيطلق عليهن غوازى القنوات الفضائية ، لأن الذى يجمع أولئك وهؤلاء هو الإغراء الجسدى فحسب ، وإذاكان غوازى الأمس فقيرات يكتفين بالكفاف مظهراً ومخبراً ، فموضع الخلاف الوحيد بينهن أن غوازى القنوات مترفات مدللات يظهرن بمظر الثراء الفاحش فى أحاديثهن وصورهن على الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعى .
ومايؤرق ذهنى دوماً بأن تلك الغوازى يظهرن اليوم لكى يتحدثوا فى أمور العامة وهذا ما أطلق عليه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم (أهل الرويبضة) لأنهم ينادون كافة أطياف المجتمع لكى ينتهجون نفس نهجهم من منظور الحرية والديمقراطية فهل يعقل بأن العراء وخلع الحجاب حرية ، وما يؤسفنى أكثر بأنه هناك العديد من القيادات النسائية اليوم تنادى بذلك ، ولهذا علينا أن نعى دائماً أن الوسائل التكنولوجية الحديثة أصبحت تستهدف تجريد قيمنا الحميدة وإنهاء أيديولوجياتنا التنموية .
فأصبحنا مجررون وراء أطماع القيادات النسوية التى تنادى بخلع الحجاب والزواج المثلى لكى يجنون أرباح طائلة لايحلمون بها طوال حياتهم فأصبحوا يبيعون القيم والأخلاقيات الحميدة بعرض من الدنيا قليل ، ولهذا علينا أن نعى دوما بأننا فى القمة ولا يستدرجنا أياً من كان فنحن المصريون العرب قادة الشرق الأوسط ولهذا نحن مستهدفون لكى تنهار الأمة العربية والشرق الأوسط كافة .