أشرف المهندس
منصة “نيتفلكس” الشهيرة لطالما أثارت الجدل ولكن هذه المرة، عمل عن حول ملكة مصر الشهيرة كليوباترا، أثار غضب المصريين تحديدا.
زالملكة كليوباترا السابعة والمعروفة باسم كليوباترا هي آخر ملوك الأسرة المقدونية
التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبرفي عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قبل الرومان عام 30 قبل الميلاد
وما يقره التاريخ لنا بخصوص كليوباترا كونها إحدى ملكات مصرالعظيمات أيا كانت الخلافات حول علاقتها بسياسات الإمبراطورية الرومانية
فقد كانت على سبيل المثال الوحيدة من بين الأسرة البطلمية التي أخذت على عاتقها تعلم اللغة المصرية حينها.
وقد كانت كليوباترا ملكة موهوبة فقد تحدثت عدة لغات
وقادت الجيوش في سن الواحد والعشرين وتعلمت في منارة العلم في عصرها،الإسكندرية.
عملت على استرداد أمجاد أسرتها الحاكمة، وتمكنت من بسط الاستقرار والسلام في البلاد أثناء فترة حكمها، ومكافحة الفساد
كما شُهد لها بفتح مخازن الحبوب لشعبها أثناء فترة المجاعات ورفع الضرائب عنهم. فكانت مصر حينها دولة مزدهرة، تحت حكم ملكة لم يرى الشعب في جنسها عيبا، فما شغله إلا حسن إدارتها للبلاد.
وستقوم بدور كليوباترا الممثلة البريطانية من أصول إفريقية، أديل جيمس
وقبل ما يقرب من 3 أسابيع من العرض الأول للمسلسل في 10 مايو
قالت مخرجة العمل تينا غرافي إنها “أصبحت هدفا لحملة كراهية ضخمة على الإنترنت خلال التصوير” ووجت لها اتهامات بـ”محو الهوية المصرية”.
في مصر شن عدد من النواب، هجوما واسعا، على منصة نيتفلكس، بعدما أصدرت الإعلان الترويجي للمسلسل، حيث اعتبر عدد من النواب شكل الملكة كليوباترا في المسلسل يتوافق مع ما تروّج له “حركة الأفرو سنتريزم” (Afrocentrism) والمتعصبة للعرق الأسود، إذ تزعم أن الحضارة المصرية أصلها إفريقي.
وفى هذا السياق قال النائب سيد شمس الدين عضو مجلس النواب إن هذا الفيلم محاولة لتزييف تاريخ مصر القديم وتزوير المعطيات التاريخية الثابتة، واصفا ما قامت به الشبكة بمحاولة سرقة تاريخ مصر وحضارتها ونسبها لحضارات أخرى.
وأضاف شمس الدين في تصريحات له، أن نيتفلكس تحاول بطريقة غير مباشرة أن تلعب على التاريخ وتزوره وتدّعى أن كليوباترا الملكة المصرية كانت سمراء البشرة، مطالبا بتدشين حملة لإيقاف عرض هذا الفيلم
والكوميدي المصري باسم يوسف، ظهر ضيفا مع الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان ودافع عن وجهة النظر المصرية حول القضية.
وقال يوسف : “الأمر ليس مرتبطا بأصحاب البشرة البيضاء أو السوداء، بل مرتبط بعملية الاستحواذ الثقافي وفلسفة التاريخ التي يقوم بها أتباع المركزية الإفريقية (الأفروسينترك)”.
وشدد باسم على أن “هوليوود تمحو شعبي لا يُسمح لنا برواية تاريخنا. ويؤسفني أن أختلف معكم، الأمر لا يتعلق فقط بكليوباترا، فكل الأشخاص في فيلم كارتون جديد ينتجه الكوميدي كيفن هارت، يفترض أن يكونوا مصريين لكنهم يبدون وكأنهم قادمون من غرب إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء. نحن المصريين يُطلق علينا “دخلاء” و”غُزاة” لثقافتنا الخاصة. هذا يحدث بشكل ممنهج”.
وتابع: “لا أود أن أستيقظ ذات يوم لأجد أن المتحف الأميركي لتاريخ وثقافة الأميركيين الأفارقة يدّعي أن الآثار المصرية المسروقة في المتحف البريطاني ملكه”، متعجباً من اختيار بطلة نيجيرية ألمانية لأداء البطولة في عمل عن مصر القديمة، متسائلاً “أين الممثلات المصريات؟ أين الممثلون العرب؟”.
وعلى هذا فقد علق نجل الرئيس المصري الراحل حسني مبارك علاء مبارك على حديث باسم يوسف بالقول: “أنت محق تماما في ذلك لقد أصبت الحقيقة باسم بنقاط قوية، أحسنت”.