وضحت الدكتورة مي خفاجة. معني الغربه في الأونة الأخيرة لجاءت الشباب من الجنسين بمختلف الأديان السماوية إلي الهجرة من بلدهم إلي مختلف البلاد ، بسبب المرور ببعض الضغوط الحياتية التي لا يستطيع الفرد تحملها وفقا لظروفه الشخصية .
فسوف نتتناول مفهوم الإغتراب ، أبعاد الإغتراب ، أنواع الاغتراب ، العوامل المؤثرة في الاغتراب ، الطرق الإيجابية لتجنب مشكلة الاغتراب في حياتنا .
الاغتراب يقصد به : التعبير عن مشاعر بداخل الفرد اتجاه بعض علاقاته الشخصية والعاطفية والاجتماعية والاقتصادية ، أي شعور الفرد بالغربة عن ذاته وعدم فهمه لنفسه وللآخرين ، لذا يلجأ للغربة للهروب من مشاكله وأحزانه التي تطارده .
أبعاد الاغتراب تتمثل في (العزلة الاجتماعية :مثل الانطواء والانعزال عن المجتمع الذي يعيش فيه وخصوصا المجتمعات الجديدة أو الكبيرة ، اللامعني :تتمثل في شعور الفرد بعجزه عن التعبير بأرأه وأفكاره في الأوضاع أو المواقف أو الأحداث التي تخصه أو تخص الآخرين ، التمرد :تتمثل في تعبير المغترب برأيه المتناقض ورفضه بأسلوب عنيف ، العجز : تتمثل في فقدان الفرد بثقته بنفسه وانخفاض تقدير الذات لديه وجعله غير قادر علي التصرف في أي موقف أو مشكلة يقابلها ) .
أنواع الإغتراب تتمثل في (الاغتراب النفسي ، الاغتراب الاجتماعي ، الاغتراب الذاتي ، الاغتراب السياسي ، الاغتراب التعليمي أو الأكاديمي أو الدراسي ، الاغتراب الثقافي ، الاغتراب الديني ) .
العوامل المؤثرة في الاغتراب تتمثل في (ضعف الوازع الديني ، عدم التمسك ببعض العادات والتقاليد لمجتمعنا ، ضعف الثقة بالنفس ، انخفاض تقدير الذات ، ضعف الإيمان بالله ، السرعة نحو تحقيق الأهداف المرغوبة دون التخطيط الجيد لها ، انتشار الفساد والرشوة ، ضعف ربط الثقافات المختلفة بالعالم الخارجي ، قلة الوظائف للشباب خريجي الجامعات ، الزيادة السكانية ، الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية أو العاطفية أو الشخصية لدي الفرد ، الأفكار السلبية لدي الفرد بعدم تحقيق ذاته بداخل مجتمعه أو أسرته ، الطموح الزائد المخالف للواقع الذي يعيشه ، عدم التعبير عن الآراء بطريقة محترمة ، العنف والعدوان بكل أشكاله في التصرفات المختلفة لبعض الأفراد ، الارهاب ، غياب القدوة الحسنة ، إساءة المعاملة الوالدية ، التربية علي أسلوب الاعتمادية المستمرة لدي الأفراد ، اللجوء للدروس الخصوصية ، عدم اهتمام الآباء والأمهات بالأبناء وتجاهل مشاعرهم وأفكارهم ، الانحرافات الجنسية والأخلاقية ، عدم احترام القيم والمبادئ التي تدعو لها كل الأديان السماوية ، انتشار ظاهرة الغش بشتي أنواعه في المجتمع ) .
الطرق الإيجابية لتجنب مشكلة الاغتراب في حياتنا تتمثل في (الثقة بالله بأن كل ما نحلم أو نهدف له سوف يتحقق ولكن كله بأمر الله ، التنشئة الأسرية التربوية للأفراد منذ الصغر ، اصلاح النظام التعليمي بحيث يستوعب الزيادة الطلابية ، نشر المبادئ والقيم التي تقوم عليها مختلف الأديان السماوية بطريقة صحيحة ، الانتظام في زيارة الأسر لأماكن العبادات ، تنشئة الفرد منذ الصغر علي استقلال الشخصية والاعتماد علي نفسه، توجيه الآباء والأمهات أبنائهم علي السلوكيات الايجابية لتصحيخ أخطائهم ، تعليم الفرد الاحترام والتأدب في أثناء الحديث ، مناقشة أفكار الأفراد بإيجابياتها وسلبياتها وتحقيق المتميز منها ، الصداقة القوية بين الآباء والأمهات والآبناء ، حسن معاملة الآبناء بداخل الأسرة الواحدة أو المؤسسات التعليمية ، مواكبة العصر الحديث بما يناسب مجتمعنا بعاداته وتقاليديه و مبادائه ، بناء الثقة بالنفس لأبناء ، تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لدي الافراد ، عمل برامج تعديل سلوك وتوعية للأفراد بمختلف المؤسسات التعليمية والاعلامية ، التربية علي الاعتراف بالخطأ ومحاولة تصحيحه ، بناء القدرات العقلية علي الاستفادة بالحلول البديلة لأي مشكلة تواجه الفرد بدلا من الهروب ، المواجهة والتحدي والإصرار والعزيمة لتخطي الصعاب التي تواجههنا في تحقيق مستقبل أفضل لنا وأسرتنا ومجتمعنا ، التخطيط البناء لأهدافنا وطموحاتنا بالتدريج طبقا لظروفنا الواقعية ، التفاؤل بأن المستقبل أفضل وأننا نبنيه بأنفسنا ، الاستفادة من الخبرات السابقة بسلبياتها وإيجابياتها في حياتنا )