غدا تقوم دولة الجزائرالجمهوريّة العربيّة بالاحتفال بعيد الاستقلال التي خضعت لسنوات طويلة للاستعمار الفرنسي، وكان الاستعمار الفرنسي للجزائر من أقسى أشكال الاستعمار المعروفة، إذ كان استعماراً استيطانيّاً، فكانت فرنسا تعسى لإلحاق الجزائر بها واعتبارها جزءاً من الدولة الفرنسيّة، ولكن لم يصمت الجزائريّون، وإنما ثاروا وقدّموا مليون شهيد، وسميت تلك الثورة بثورة المليون ونصف شهيد. عيد ثورة المليون ونصف شهيد أسست حركات المقاومة الجزائرية حركة التحرير التي شارك فيها أبناء جميع الولايات الجزائريّة، فقادت الثورة ضد الاحتلال الفرنسيّ، ففي الأول من شهر نوفمبر من عام 1954 انطلقت الرصاصة الأولى معلنةً بدء الثورة الشعبيّة العامة ضد الاحتلال الفرنسيّ، وكانت بدايات الثورة تتمثل بمهاجمة مجموعاتٍ صغيرةٍ من الثوار المراكز العسكريّة الفرنسية في جميع ولايات ونواحي الجزائر في وقتٍ واحدٍ، وتم توزيع بياناتٍ على الجزائريين عليها توقيع “الأمانة الوطنيّة لجبهة التحرير الوطني” تعلن هذه البيانات بأنّ الهدف من الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطنيّ. لم تبدأ جبهة التحرير الجزائريّ بثورتها بشكلٍ مفاجئ، بل قامت قبلها الكثير من حركات المقاومة للاستعمار، إلا أنّ القوات الفرنسيّة سحقتها بوحشيةٍ كبيرةٍ، مما أثار نقمة جميع فئات الشعب الجزائريّ على الاحتلال الفرنسي، لذلك تميّزت الثورة التي قادتها جبهة التحرر بالشموليّة حيث شارك بها الشباب من جميع المناطق الجزائريّة. المراحل التي مرت بها الثورة المرحلة الأولى : تبدأ هذه المرحلة من عام 1954م ــ 1955م وهي مرحلة الاستعداد للثورة فقد تم تدريب المتطوعين ونشر أهداف الثورة بين الشباب في كافة أنحاء البلاد. المرحلة الثانية : من عام 1956 ــ 1958 في هذه المرحلة ظهرت بشاعة المحتل وبطشه بالثوار بهدف إخماد الثورة، إلا أنّ هذا البطش أدى إلى زيادة اشتعال الثورة وانتشارها في جميع أنحاء البلاد، ممّا تطلّب الأمر فتح مراكز تدريب جديدةٍ، ونشطت حركة الفدائيين في المدن، وخلال هذه المرحلة سيطر جيش التحرير الجزائريّ على بعض المواقع في الجنوب وأقام بها سلطاتٍ محليةٍ. المرحلة الثالثة : من عام 1958م ــ 1960م كانت هذه المرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها الثورة، فنفذ الجيش الفرنسي حملاتٍ ضخمة من القمع والقتل وفرضت على الأهالي معسكرات الاعتقال الجماعيّ والتعذيب، إلا أنّ ذلك زاد من عزيمة الثوار في خوض معارك كبيرةٍ مع الجيش الفرنسي. المرحلة الرابعة: من عام 1960 ــ 1962 كانت المرحلة الرابعة من الثورة هي المرحلة الحاسمة من حرب التحرير إذ حاولت فرنسا كعادتها تصفية الثورة، إلا أنها لم تفلح في ذلك، بل استمرت حركة التحرير بالقيام بمواجهات عنيفةٍ مع الجيش الفرنسيّ حتى تحقق انسحاب الجيش الفرنسيّ من كامل الأراضي الجزائريّة، وإعلان استقلال الجزائر في عام 1962م كما يتقدم الشعب المصرى بتهنئة رئيس الجمهوريه عبد العزيز بوتفليقه والشعب الجزائرى بمناسبة عيد الاستقلال