رجل أوروبا المريض هو لقب أطلقه الغرب على الدوله العثمانيه في فترة ضعفها التي تبدت واضحه قبيل نشوب الحرب العالميه الأولى والتي أوقعت البلاد العربيه في بؤر التخلف والجمود والعزله لأربعة قرون منذ عام 1516وحتى 1914 كل ما ذكر عن إنجازات العثمانيون في الأقطار العربيه أكاذيب أبتدعها أنصار تركيا وهي مركز الدوله العثمانيه ، لقد كشفت عن العناء الذي لحق بأقطارنا الإسلاميه وعن غبائها الذي جاء آثره واضحا علينا كعرب ، غبائها الذي أبعدها عن سياسة الحياد بين دول الوفاق ودول الوسط في الحرب العالميه الأولى وغبائها السياسي الذي ألحقها بالإنضمام في صفوف دول الوسط في الحرب على الرغم من أن ألمانيا كانت على علم بضعفها العسكري لذلك لم تطلب منها الدخول جانبها في الحرب وكل ما أرادته ألمانيا هو إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل في وجه الروس .
وغباء الدوله العثمانيه الذي أدخلها الحرب سيعوضها عجزها الفعلي عن مقاومة الإستعمار الغربي بدبلوماسية التقرب لألمانيا على عكس (بلغاريا ) التي لم تحدد موقفها من الحرب ومارست سياسة الحياد غباء الدوله العثمانيه وسياستها الذي جعلها مطمع للقوى الإستعماريه المتنازعه ومحط عين التقسيم .
إن إنفلات السيطره بين الولاه والقوه الحاكمه في ولاياتها وعدم الثقه دليل على الفشل الإداري في ممثلي الدوله ويذكر القلم منها حركة علي بيك الكبير ومحمد علي في مصر ومقاومة المماليك في الشام .
ليس هذا بعد فالقول الذي يقر أن الدوله العثمانيه حمت الأقطار العربيه من الإستعمار الغربي لمدة أربعة قرون لم تدخل في أي حرب يماثل تماما القول الذي يقر بأن مصر ظلت لثلاثين عام لم تدخل في أي حرب في عهد المخلوع مبارك على الرغم من تساكب الفساد السياسي والإداري والإجتماعي وتفشي الأمراض والأوبئه والأزامات ووقوع أكبر نسبة من ساكني البلاد تحت خط الفقر والذي آدى إلى نشوب ثورة 25يناير .
وإن قله تسيطر على كل ما تملكه الدوله .
يهاجمني المؤرخون فيقولوا إنها عملت على إنعاش الوحده السياسيه أي وحده يا ساده تقصدوا الوحده التي رحبت بالحكومه الإنجليزيه في العراق أم الوحده التي أوقعت أغلب بلاد العرب تحت طائلة الإحتلال الدولة العثمانيه كان شآنها شان أي بلد إستعماري ، رفع السلاح على عدوه ليحمي ممتلكاته وليس دفاعا عن العرب وهي في نفسها ضعيفه كل الضعف وما نستدل به عن ذلك هي العزله التي فرضتها على الأقطار العربيه والتي جمدت نمائها وتقدمها ليقف عند العصور الوسطى في الوقت الذي تقدمت فيه البلاد الغربيه عشرات المرات وعبرت عنه بسريان الثوره الصناعيه .
وإن كانت قويه فلماذا منعت السفن الغربيه من المرور عبر البحر الأحمر ،وإن كانت قويه فلماذا إستعمرت البلاد العربيه فور سقوطها ! دع عنك يا صديقي وإستكمل معي الحديث تتذكر أثناء حرب 1948
ودخول الجيوش العربيه الحرب الأمر الذي كان سبب من أسباب نصر اليهود وهزيمة العرب هي تلك الأسلحه الفاسده التي جاءت من قبل الحاشيه العثمانيه الفاسده أيضا .
إن إهدار ثقة العرب في أنفسهم طبع ردئ عملت الدوله العثمانيه على تطبيع العرب به وإن كل ما نحن فيه من تخلف وركود وفساد وإنحطاط ثقافي وسياسي وأخلاقي وإداري هو بفضل غباء الدوله العثمانيه فالتاريخ نفسه لم يذكر أي سلطان بعد سيلمان القانوني من سلاطين الدوله العثمانيه له إنجازات تذكر وإن غباء الدوله العثمانيه هو الذي حولها من المسآله الشرقيه لرجل أوروبا المريض .