بقلم رمضان بر
بائع اللَيْمُون،الَّذِي لفت أَنْظار الناس حَوْلِهِ،مَن أَوَّل نِداء لَهُ،فَقَدَ كانَ يُنادِي قائلا: (إلْحَقُوا اللَْمُون قَبْلَ العَصْر) إلْتَفَّ الناس حَوْلِهِ،وَباع كُلّ ما مَعَهُ بِخُفّهُ ظَلَّهُ،وَرَوْحهُ المَرِحَة،وَأَصْبَحَ لَهُ رُوّاد يسألونَ عَلِيّهُ كُلّ يَوْم؛لِيسْمَعُوا مِنهُ أخَر صَيْحات النَدِاء، وَبِعَضّ النَكّات،التي لا تَخْلُوا مَن أَبْناء عُمُومتهُ فَيَقُول:تَرّكت ابِن عَمِّي،بعْد أَن دَهَسَهُ القُطُر يَخِيط قَدِمَهُ،وَالثانِي الَّذِي سَقْط مَن الطائرة مَجْرُوحَة رَأْسهُ جَرَّحَ خَفِيف،وَهٰكَذا وُجِدَ نَفِسَهُ يُزِيد يَوْماً بعْد يَوْم،مَن حصة البَيْع؛حَتَّى أَنَّهُ يُنْهِي ما مَعَهُ،وَيَأْتِي ببضاعة أخَرَيْ ثَلاث أُو أُرَبِّع مَرّات،وَيُبِيعها كلّها قَبْلَ العَصْر،وَمَعَ الأيّام اشْتَرِي قِطَعةأَرْضَ،وَبِنِيّ عَلِيّها عِمارَة شاهِقهُ مكونة من عشْرة أَدْوار،أعْطِىَ لَأَوْلادهُ الثَلاثَة كُلّ وَأَحِدّ مِنهُم دُوراً،وَهُوَ سَكَن وَزَوَّجتُهُ في الدُور الثانِي،وَجَعَلَ الأرْضِيّ مَحَلّات أَجْرها كَمّا،أُجَر باقِيَ الأدْوار،حاوَلَ أَوْلادهُ بُعْد أَن أَنْهَوْا دِراستهُم،حيث أصبح أَحَدهُم مُحاسِب،وَالآخَر طَبِيب،وَالثالِث مُحامِي،حاوَلُوا مَنَعَهُ مَن بيعَ اللَيْمُون،أُو عَلَى الأقَلّ يَأْخُذ مَحُلَ وَيجْلِس فِيه أُفْضِل مَن اللفّ في الأسْواق،وَلٰكِنَّهُ رَفَضَ بِشَدّهُ،وَأُصَرّ وَقالَ في حُجّتهُ،إن غَيَّرتَ سُوقَيْ، كَيْفَ أرى الناس الذين قدّ تَعَوَّدتُ عَلَيهِم وَٱِعْتادُوا وُجُودِيّ،وَفِيَّ يَوْم مُرْض عَطِيَّة مَرَضا شَدِيداً،أجْلِسهُ في البَيْت،وَلَم يَقْدُر عَلَى الخُرُوج،فَنادِي ابَّنَهُ الأصْغَر؟وطلب منه أن يذَهِّب بِجَوال اللَيْمُون،وَيَمُر بِهِ في نَفْس المَكان،الَّذِي يبِيع فِيهِ،تَرَدَّدَ اَبَّنَهُ بَعَّضَ الوَقْت،وَمَعَ إِصْرار أَبِيّهُ ،راح لِيَبِيع اللَيْمُون،وَعَنْدَماً وَجِدّهُ الناس،وَعَرَفَوا بِمَرَض أَبِيّهُ،ذهب مُعَظَّمهُم،لِيسالُوا عَنهُ،ويطمئنوا عَلِيّهُ،وَيَدَعُونَ لَهُ بِالشِفاء العاجِل،وَعادَ ابَّنَهُ بُعْد أَن باعَ ما مَعَهُ،لِيُقْبِل رَأْس والِدهُ،وَيَدْهَ ويوقن أَنَّهُ أَحَبّ مَهَنتُهُ،وَأَخْلَصَ لَها فَأَحِبّهُ الناس،وَأَحِبّهُم،فَما أَبْعَدَهُ عَنهُم مالَ جَمْعهُ أُو مُسْتَوُيَ مَعِيشَة رَفَعتِهُ،عَنَّ أَن يَرِي البَسْمَة في وَجوههم وَيَرِي مَحَبّتهُم،الَتَيَ كانَت عِنْدَهُ أُغْلِي مَن الدُنْيا وَما فِيها،شِفِّي عَطِيَّة،وَنَزَلّ نَفْس المَكان،وَلِفْت نَظَرهُ أن هناك محلينَ فارغيين يتم تجهيزهم،ويَقِف فَيَهماِ شخص ما،بينما يعلق العمال الأرفف والَسَحّارات،ظل كُلّ يَوْم يَمُر عَلَيهِم،وَيَرِي العُمّال،وَقدّ أَنْهَوا تَجْهِيز المَحْلات،وكذلك اللافتة المُغَطّاَة،وَالْيَوْمَ التالِي ناداهُ صاحِب المَحَلّات،وَسَأَلْهَ ما رَأْيكَ لُو ٱِسْتَأْجَرَت هٰذا المَحَلّ،وَوَقَفتَ هُنا في سُوقكِ مَعَنا،وَعْلِي الفَوْر وَافق،وَكُتِبَ العَقْد،وَنَزْع الغِطاء مَن عَلَى اللافتة الأولي والثانية؛لِيجِد مَكْتُوب عَلَى أَحَدهُما،(نَبِيع اللَيْمُون قَبْلَ العَصْر) وَعْلِى الأخرى(نَبِيع اللَيْمُون بُعْد العَصْر) وَوَجَدَ ابَّنَهُ يُقْبِل جَبَّينَهُ،وَيَقُول لَهُ فَكَّرتِ في هٰذِهِ الحِيلَة،لِتُكَوِّن مَعَ أَحْبابكَ،وَفِيَّ مَهَنتُكَ التيَ أَحْبَبتَها،فَٱِتَّفَقَت مَعَ صاحِب المَحَلّات وَجَهَّزناها لَكِ،بِكَىّ(عَطِيَّة)مَن شِدَّة فَرَحته بِٱِبْنهُ وَبِحِيلتهُ،وَأَصْبَحَ عِنْدَهُ محَلِّيْن،أَحَدهُما يُبِيع اللَيْمُون قَبْلَ العَصْر،وَالآخَر يبِيعهُ (مُخَلَّل) بُعْد العَصْر . بقلم رمضان بر