أخبار عاجلةأخبار مصر

الدكتور يسري عبد الغني يكتب عن الأزهر الشريف ودوره الوسطي

إن الأزهر الشريف بوسطيته يولي الوحدة الوطنية أشد الحرص ، ويجابه بكل ما أوتي من علم وفكر ورأي وعقلانية شق الصف الوطني ، ويسعى سعيًا دءوبًا لجمع شركاء الوطن تحت راية واحدة حتى يكون الكل في واحد ، في نفس الوقت الذي يعمل بجدية على نبذ الخلافات ، ويجتهد في جمع الشمل دون أدنى انحياز لفصيل على حساب آخر .
نؤكد على أن دور الأزهر الشريف أجل وأسمى من كل دور سياسي وقتي زائل ، أو مكانة من المحال أن تبقى وهذه هي سنة الحياة ، الله وحده الباقي أزلاً وكل شيء زائل إلا وجهه الكريم ، الله وحده هو الذي يؤتي الملك لمن يشاء ، يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، بيده كل الأمور ، وهو على كل شيء قدير ، فكل شيء يتغير أو قابل للتغير إلا رب العزة سبحانه وتعالى ، وهو القادر على أن يغير كل شيء دون أن يتغير ، المهم أن نعي ذلك ونفهمه ، ونعلم أن الذي يبقى بالفعل هو ما ينفع الناس ، وأن خير الناس أنفعهم للناس ..
وعلى كل المشتغلين في الدعوة الإسلامية أو المحسوبين عليها أو الزاعمين بأنهم من أهل الدعوة ، عليهم أن يبتعدوا عما يشق صف الوطن ، ويسيء إلى أعرق المؤسسات الوطنية التي تمثل بحق وجلاء الوسطية والاعتدال والاستنارة ، وأن يقدروا أمانة الكلمة ، ويلتزموا في كلامهم وأقوالهم بالحكمة والموعظة الحسنة ..
على هؤلاء أن يضعوا في الاعتبار صالح الوطن والمواطن ، ووحدة الصف التي هي لب الأمن والأمان والاستقرار لأي أمة تسعى إلى النماء والتقدم والرخاء والرقي لجميع أفرادها ، واضعين في الاعتبار أن المواطن البسيط العادي لا يصح أن يزج به في أمور جدلية تافهة فارغة تضر أكثر مما تنفع ، في نفس الآن التي لا تمثل له أي أهمية بأي حال من الأحوال ، فالمواطن العادي البسيط كل ما يهمه الأمن والأمان ، وتوفير حياة محترمة تقيه شر السؤال والحاجة ، فلنطعم الناس من جوع أولاً ، حتى نقيهم شر الخوف من الفقر والجهل والمرض ..

احمد فتحي رزق

المشرف العام
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة