في مفاجأة غير متوقعة، ظهر الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد، والملقب بمستر إكس، بعد غياب لثلاث سنوات متتالية، منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، حيث بث أول رسالة صوتية منذ اختفائه، حسم خلالها الجدل حول مكان إقامته، حيث أشار إلى أنه متواجد داخل مصر، ويباشر مهامه التنظيمية بصفته القائم بأعمال المرشد العام للجماعة.
ودعا عزت فى رسالته الصوتية، والتي وصلت مدته إلى 14:19 دقيقة، والتى جاءت بمناسبة شهر رمضان عناصر الإخوان إلى الالتزام بثوابت الجماعة، وقرارات مجالسها الشورية، وخياراتها الفقهية، فى إطار السياسة الشرعية والموجودة فى وثائق الجماعة وبياناتها الرسمية، متابعاً: “لا تعتدوا إلا بالتصريحات الرسمية الصادرة عن قيادة الجماعة المتمثلة فى المرشد العام والقائم بأعماله فى الداخل والأمين العام فى الخارج”.
وأشار عزت إلى أن هيئات الجماعة تتمثل فى مجلس الشورى العام واللجنة الإدارية المنتخبة المؤقتة برئاسة محمد عبد الرحمن، ثم رابطة الإخوان فى الخارج والمتحدثين الرسميين المعتمدين فى الداخل والخارج.
وذكر عزت أن ما وصفه بـ”المعركة الحالية” تمثل حلقة من حلقات الصراع بين الحق والباطل، بحسب وصفه، وأنها معركة مستمرة متصلة الحلقات، وإن كانت الحلقة الراهنة من أشدها ضراوة.
ووصف جماعة الإخوان بـ”النواة الصلبة للمشروع الإسلامي الحضاري العالمي في مواجهة نظام عالمي مادى لا إنساني، ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية تنفرد بقيادته وتحالف معهما القوى الاستعمارية الشرقية والغربية، مستغلين الطائفية المهلكة والعرقية المنتنة لتمزيق الأمة ونهب ثرواتها”.
وتطرق إلى الوضع في سوريا والعراق، حيث قال إن الغرب يريد أن يكرر ما يحدث في الدولتين في كل من الخليج ومصر وليبيا، مستبعدًا نجاحهم، قائلًا: “ولن يستطيعوا بحول الله وقوته، ثم بوعي الأمة ومقوماتها”.
ومن جانبها اشتعل الصف الاخواني، بعد هذه الكلمة، حيث هاجم عز الدين دويدار، القيادى الإخواني، بقوله: “يتفق عزت وبطانته التاريخية من القيادات على رؤيتهم لطبيعة الصراع، ويستدعون حل الوحدة خلف مشروع الاستقرار وتأجيل الإصلاح وإفشال التغيير بحجة مواجهة المخاطر التى تستهدف جر المنطقة لسيناريوهات الحرب والتفتيت والعنف.
وأضاف دويدار، في بيان له، اليوم الأربعاء: “يطرح نفسه وطبقته القيادية كحراس الاستقرار وحراس الوطنية أو الفكرة، الأوصياء الذين يقدرون المخاطر كما لا يقدرها دعاة الإصلاح”. فيما علق محمد إلهامى الناشط الإخوان على كلمة محمود عزت قائلا: “لست أدرى كيف سيحتفل جناح العجائز فى الإخوان بالظهور الصوتى الأول لإمام السرداب محمود عزت فى كلمته البائسة”.
وفي سياق آخر، قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن كلمة “عزت” تعكس ضرورة الإنقسام وحجم الصراع داخل التنظيم، موضحًا أن هذه الممارسات عندما تظهر للعلن تزيد من أزمة الجماعة وتضاعف حالة فقدان الثقة فيها.
وأضاف النجار، أن هذه الممارسات تزيد المسافة بين عودة الجماعة للوضع الطبيعى وعودة الثقة بها وإئتمانها على شأن من الشئون العامة، حيث سيثور التساؤل كيف تؤتمن جماعة منقسمة إلى هذا الحد ولا تستطيع إدارة صراعها الداخلى والوصول إلى صيغة تصالح بين أطرافها وتياراتها على الأمور والملفات العامة.
فيما علق طارق أبو السعد، القيادي المنشق عن جماعة الاخوان، على الرسالة الصوتية لمحمود عزت القائم بأعمال المرشد، مشيرا إلى أنها ستؤدى لتفاقم أزمة الجماعة الإرهابية.
وأضاف ابو السعدأن الجبهة المناوئة لـ”عزت”، أجرت خلال الأسابيع الماضية الانتخابات في 12 محافظة وفقا للائحة الجديد وانتخبت هيكلا قياديا جديدا وبالتالى فإن عزت أراد من خلال الرسالة الصوتية أن يؤكد أنه لازال يقود الجماعة.
وأشار القيادي المنشق عن جماعة الاخوان ، إلى أنه من المتوقع أن يحتدم الصراع خلال الفترة القادمة في ظل تخبط القرارات في التنظيم وتهكم الشباب على تلك القرارات.