مقالات واراء

عواقب خطيرة لسياسة تقديم التنازلات لنظام الملالي

احجز مساحتك الاعلانية

من أکثر السياسات الامريکية فشلا والبالغة السلبية في آثارها تداعياتها على مر أکثر من 30 عاما، کانت ولازالت سياسة مسايرة نظام الملالي

من أکثر السياسات الامريکية فشلا والبالغة السلبية في آثارها تداعياتها على مر أکثر من 30 عاما، کانت ولازالت سياسة مسايرة نظام الملالي وإسترضائه والتي تبنتها الدول الغربية على أمل أن يغير هذا النظام من سلوکه ويصبح في النتيجة نظاما مندمجا في المجتمع الدولي ويضع حدا لنهجه العدواني ومخططاته المشبوهة في إيران والمنطقة والعالم.

هذه السياسة التي أثارت وتثير جدلا في الاوساط السياسية والاعلامية الدولية المختلفة خصوصا وإنها قد أثبتت سقمها وعدم جدواها لأنها لم تحقق أي من الاهداف والغايات المرجوة والمتأملة منها. المثير للسخرية، إن هذه السياسة تأمل في مسارها النهائي أن تدفع قادة النظام الايراني الى تغيير سلوکهم العدواني الشرير ويثبتوا حسن نواياهم عملا وليس قولا، غير إن الذي يلفت النظر کثيرا، هو إن قادة النظام الايراني ومنذ أن بدأت الولايات المتحدة خصوصا والدول الغربية عموما بإتباع هذه السياسة، إنه لم يتم قبض أي شئ من هذا النظام سوى الکلام المشبع بالکذب والقائم على أساس اللف والدوران.

يحرص النظام القرووسطائي القائم في طهران کثيرا على إظهار نفسه بمظهر القوة ومن إنه يمتلك الکثير من الخيارات لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، ومن دون شك فإن حرص النظام على هذا الامر ينبع أساسا من جعل البلدان الغربية تعتبره قويا لتناقشه وتفاوضه على أساس قوته، لکن الحقيقة خلاف ذلك ولاسيما بعد 45 عاما من حکمه القمعي الفاسد وتبذيره لثروات البلاد على نهجه المشبوه، وإن ماقد أکدته زعيمة المعارضة الايرانية، السیدة مريم رجوي خلال خطابها المتلفز الذي تم بثه خلال مٶتمر”إيران حرة، حل مقابل إثارة الحرب والإرهاب والقمع من قبل النظام” الذي عقد في واشنطن يوم السبت 9 مارس 2024، من إنه:” يحاول الملالي تأجيل الإطاحة بهم. لهذا السبب يحاول خامنئي إظهار صورة قوية للنظام في المنطقة، في حين أنه حاليا في أضعف حالاته. إن مظاهرة انتخابات الملالي في 1 مارس هي مؤشر على هذا الوضع المهتز”، وشددت على إن” تغيير سلوك حكام إيران هو وهم، وأن سياسة تقديم التنازلات قد شجعت الملالي وجعلت العالم أقرب إلى الحرب” مستنتجة بأن”الحل الوحيد يكمن في الإطاحة بنظام الملالي وإقامة الديمقراطية في إيران. بالطبع، هذا ممكن فقط على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة”.

والحقيقة إنه إدا ماقمنا بمراجعة ماقد حدث طوال العقود الثلاثة المنصرمة بشکل خاص من إتباع سياسة إسترضاء النظام الايراني، فإننا نجد بأن هذه السياسة الخاطئة قد ساهمت ببقائه وإستمراره بدلا من تقويضه ونزع أسباب القوة والاستمرار لديه، مع ملاحظة ثمة حقيقة مهمة هي إنه وعلى الرغم من کل ماقد تم تقديمه من دعم بصورة مباشرة وغير مباشرة من جانب البلدان الغربية عبر سياسة الاسترضاء فإنها لم تتمکن من أن تبقيه قويا ومتماسکا کما يدعي بل وحتى إنه وکما أکدت السيدة مريم رجوي، في أضعف حالاته بدليل إنه يستجدي الشعب ليذهبوا الى صناديق الاقتراع في الانتخابات الاخيرة کي يظهر کذبا وزيفا بأن الشعب لازال يقف خلفه، ولاريب من إن هذه السياسة تعمل إطالة عمر النظام الى إشعار آخر ولکن ليس الى الابد فهو في النتيجة في مواجهة وصراع غير عادي مع الشعب والمقاومة المنظمة والتي لايمکن أبدا أن يحسمها لصالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى