بقلم: خلف الحديثي
كأني أحبك أحاولُ أنْ أكونَ
كما تكونُ وإنّي كنتُ مثلكِ يا جنونُ
أدورُ بشارعِ الخيباتِ أقرا بما أوحتْ لخاتمتي السنونُ
فأحملُ غصّتي بيدِ التأنّي فتأخذني لمرفئِها الظنونُ
وأملأ صوتَ ذاكرتي بصمتي فيهمسُني لشاطئِها الرنينُ
أنا وقتٌ بلا وقتٍ وأدري أضعتُ الوقتَ وانكسرتْ غصونُ
سأجمعُ من فؤادي ما تبقى فتشربُ نخبَ حيرتِهِ الدجونُ
أوزّعُ كل ذاتي عند ظلّي ويسكنُ عند شاطئِها السكونُ
أنا ذرّاتُ بوحِ ما تلاشى وما أرداهُ عن شفتي الأنينُ
سأبتكرُ الحياةَ كما أراها جمالاً فيه تحتفل اللحونُ
لأنكِ في دمي قد صرتِ كلّي وكلّي أنت لو غوتِ الشجونُ
وأخلقُ عالماً مني لنفسي وترصدُني بلمحتها العيونُ
وبي شوقٌ يجيشُ بكلّ ضلعٍ وتخرقني بغمرتِها الفنونُ
أقولُ كأنّني وبها أراني وفيها ما أرى وترى الفتونُ
أطوفُ بعالمي وأحجُّ ذاتي وينبتُ في دروبي الياسمينُ
أكحّلُ جفنَ أحلامي بكحلي وللجوديِّ يحملُني السفينُ
مرايا أضلعي عكستْ ورائي ووجهي فيه لوْني يَستكينُ
وفيك وجدتني موّالَ شوقٍ بكعبتِهِ يُصلّي الزيزفونُ
أجودُ ببعضِهِ وأراكِ أنثى يُدملجُها برقتِها اليقينُ
أنا ودّعتُ فيك شغافَ قلبي وفرّ إليكِ من صدري السجينُ
وأعرفُ أنّنا فينا ابتدأنا ونحنُ الصوتُ لو هَدأَ الحنينُ
كأنك لا كأنّي بل كأنا أعدْنا النهرَ كي تلدَ الحُزونُ
وحقّكِ ليسَ غيرَكِ مَنْ بظنّي ومَنْ فيها أكونُ كما تكونُ .