بقلم : محمد عطية
عندما يموت الضمير !
يصبح كل شيء مباح :
كلام الزور
الخيانه
القتل
عندما يموت الضمير
يموت كل شيء جميل ..!
لا معنى للحياة ..
لا معنى للانسانية !
عدمت الثقة ..
وعدمت الحقيقة
حين يموت الضمير
ترحل الاخلاق الي غير رجعة
ينتحر الحياء على صخرة الظلم
و يظل الانسان يلهث وراء نزواته
و ينتهي نهاية حيوانيه
حين يموت الضمير
تهون الاوطان والاعراض
عندما يموت الضمير
تهاجر الحمامات البيضاء
و لا يبقى في الجو إلا غربان
تنعق صباحا مساء
عندما يموت الضمير
يتحول الإنسان لوحش كاسر
ينتظر فريسة للإنقضاض عليها
و تبدو المدن كغابات موحشة
عندما يموت الضمير
تظهر الإنسانية كلمة لا معنى لها و لا رديف
و تصير الأسنان حادة
و اللحم الانساني سهل المضغ
عندما يموت الضمير
يكون الخاص عام و العام خاص
الحلال حرام و الحرام حلال
تموت إنسانيتنا
ان الضمير هو القلب النابض للمبادئ قبل الخطأ
لكنه منبه تأخرت ساعاته بعد الخطأ لأنه لا يصحح شيئا وكان صحوه متأخرا
وموت الضمير او نومه على السواء يعد موت المبدأ فينا
في سمـــاء هــــذا العالم المظلم
خلف استآآر الليل العتيم
وامســــك قلمي وابوح …. واتسآئل….::؟؟
؟؟؟
مـــلايين الأسئلة تطـــرق قلبي …بشـــدة!!
ولا اجد لها جـــوابآ؟؟
من بيـــن هـــذه الآسئلة سؤآل معضل..؟؟
؟
!
؟
كيــفٌ لي أنّ أعيَـــش بضمير؟؟
وان احافظ على ضميري حياً ما حييت؟؟
وكيـــف لي ان احيي ضميري عنـــدما يموت..!!
وهـــل يحيى مـــن يموت؟؟
..
كيــف اكـــتب بضمير…. واقرأ بضمير…!!
وآخذ بضمير وأعطـــي بضمير…؟
كـــيف لي ان اضحـــك بضمير … وابكي بضمير… (ولا اتصنع)؟؟!!
كيف لي اشـــكي بضمير … واسمع الى شكوى عزيز بضمير؟
..
كيف لي أن اصــلي بضمير وادعـــوا ربي بضمير؟؟
وأحـــكم بضمير وأعــدل بضمير..
..
كيف لي أن آكل لقمتي بضمير ؟؟
كيف لي أن أحســـن الى الناس وأفيدهم بضمير؟؟
كيف لي أن أحبهـــم بضمير؟؟
كيف … وكيف … وكيف؟!!
؟؟
كيــف لي أن اسآآءل بضمير وأُجيب بضمير؟؟
صاحب الضمير الميت له سمات وخصائص تميزه عن غيره من البشرية الإنسانية فهو عندما يكذب مثلاً أو يسرق ، أو يقتل لا يهتز وجدانه ، ولا يقتصر على ذلك فقط فإنه أيضاً لا يشعر بضعف الشيخ الكبير ولا دموع الطفل الصغير ، ولا بوهن إمرأة ، ولا بمن هو محتاج ومريض ، ولا بمن هو مظلوم.
أسباب موت الضمير ١ – انهيارالأخلاق:وفي مقدمة مؤشرات هذا الانهيار (التمرد على الله سبحانه وتعالى) (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة وإنّ من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار وإنّ منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإنّ منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عمّا تعملون)( ٧٧ )،
٢ – حب الدنيا والسبب الآخر لموت الضمير وقسوة القلب ومرضه هو حب الدنيا والانغماس في شهواتها ولّذاتها، والحرض على زخارفها، واللهو بالأموال والأولاد عن الله والدار الآخرة. وقد تحدّث القرآن الكريم في مواردكثيرة عن تأثير هذا السبب في مرض القلب وطريقة معالجة ذلك. ذلك قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ “
كيف نوقظ ضمائرنا
الضمير عبارة عن رقابة داخلية للفرد تمنعه من الوقوع في الزلل أو التعرض لمواقف يواجه بها الاهانة أو الازدراء. هذه الرقابة الداخلية تشكلها مجموعة المبادئ والقيم التي يؤمن بها الفرد.
ونستطيع القول إن ترسيخ الرقابة الداخلية ( الضمير ) داخل الفرد يتم بعدة أمور:
أولاً : التركيز على مدى صحة تصرفات الفرد وهل ورد في ذهنه أن ما سيقدم عليه من فعل سيكون مرضيا لله أم لا؟
ثانياً : لا يصح أن نلاحق الفرد بالتوجيهات والتعليمات المستمرة: هذا خطأ وهذا صواب، لكن نتحاور معه بالحسنى أنه ينبغي حتى لو كان في خلوته وفي حالة انفراده بنفسه ألا يخطئ.
ثالثاً : لابد أن نربى انفسناعلى لوم الذات بمعنى الشعور بالحزن والقلق والتوتر عقب الخطأ وبخاصة إذا كان الخطأ قد ارتكب بعيداً عن أعين الناس.
رابعا : ذل النفس وإجبارها على فعل الخير وتجنب المنكر ولو كان محببا للنفس وهو ما يسمى في الإسلام بمجاهدة النفس.
خامسا : التركيز على الأجر والثواب الذي يحصل عليه من الله عز وجل حينما يجبر نفسه على فعل الخير، ويستعان في ذلك بمواقف من سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان أحدهم يعاقب نفسه في اللحظة التي يدرك فيها أنه أخطأ, كما فعل سيدنا أبو ذر حينما قال لسيدنا بلال: يا ابن السوداء.. فعنفه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: إنك امرؤ فيك جاهلية، فقام بمعاقبة نفسه في الحال إذ وضع خده على التراب وأقسم ألا يرفعه حتى يطأ بلال خده الآخر.
وموقف سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما حدثته نفسه فوق المنبر بأنه أمير المؤمنين.. فغير حديثه على الفور وذكر أمام الملأ بأن كان يرعى الغنم لآل الخطاب.
وكما أخطأ أحد الصحابة فقام بتقييد نفسه بعمود المسجد حتى يشهده الجميع وأقسم ألا يفكه أحد حتى يصفح عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسامحه.
سادساا : الاعتراف بالخطأ حتى يتخلص من لوم الذات كما حدث من ماعز والغامدية وإصرارهما على تنفيذ حكم الله فيهما رغم مراجعة الرسول صلى الله عليه وسلم لهما أكثر من مرة. أما إذا استطاع أن يسيطر على نفسه وأن يمتنع عن الوقوع في الخطأ مرة أخرى أو كان الخطأ لا يتعدى غيره من الناس فلا بأس أن يكتم هذا الخطأ ولا يحدث به الناس.