الاديبه
اسيا شارنى
ينابيع الأحلام أيّها المزروعُ كالْبسمةِ على شفتيَّ يا وطني الْمخبوءَ في صدري ويا منفايْ أيُّها الرّاحلُ في الْقَوافِي الْقادمُ منْ أمسٍ بلا كلماتْ الأمسُ، لم يكن تركيبة كيمياء تُطبَّقُ بحذافيرها كي تُزهر الأُمْنياتْ ولا عُشْبةً تُذْهِبُ وَجَعَ الدَّوَاخِل إذَا رَبَى السُّباتُ في أعْمَاقنا ربّما هو ساعة تُمْهِلُنِي هُنَيْهات لأثَبِّتَ على رِسْغِي مواقيتَ ميلاد جديد أو لحنًا يُفَجِّر ينابيع أحلام تنْبُتُ هكذا … كالعشبِ على ضّفافِ صدري الحَافِي أيّها الْمزروع كالبسمةِ على شفتيّ.. السّاهرُ في عيْنَيَّ العاشقُ لِلَوْنِيَ القَانِي أيها الدَّاني المائجُ في شراييني قُلْ… ولو كذبا أنِّي نافِخَةَ زُجَاجٍ حالِمة أرْسُم بالرّمل زوارقَ للنّجاةِ تارةً وأصير طَوْرًا نافخة قصبٍ أُغَنِّي
عندما تتمدد في قلبي سلامٌ عليك أيّها اللّيل… على القادمين من بتول القصائد القديمةْ على الرّاحلين… بين نوافل الحُلْم المخضّب بالحنّاءْ سلام على القهوة الْمَسْكُوبة في ظُلْمتك على هِيلِها على رغوتها السافرةْ سلام عليكم سمّار اللّيل يا من تُشْرِعُونَ أرواحكم لِتُبلّل مُلاءاتِ الأحلام سلام على ناصية الشّارع المأخوذِ من غمدٍ عاشقٍ سكنته الذَّاكرةْ سلام على حقائب اليَدِ المنسية في صناديق الزينةْ على الْبيادر في حُمْرة الْغسق تميلْ سلام على حقولِ الْقمح النّاعسة تحْتَ أجنحة الظّلال سَلامٌ عليك أيها اللّيل حين تَسْكُنُكَ مدينةٌ يُصادقها الْبياضْ أنظر إليَّ… إلى أصابعي ، تُرفُرفُ بأجنحةٍ من عشب أنظر إلى الأشجار حين يُسكرها صِمغُها كالبحرِ تتمدّدُ في قلبي سلام على أراجيحك الهادئةْ حين تهدهدني وترديني عاشقةْ..