قد نضحك من منطوق هذا المثل، لكنه يحوي الكثير مما نحتاج لأن نتعلّمه.
“القرعة” بالعامية المصرية هي المرأة التي بلا شعر (أو شعرها قليل، عكس المعتاد في النساء). ويُقال المثل عندما يتفاخر شخص بما يملكه غيره أو يميّزه، بصفة خاصة إذا كان واضحًا أن المفتخر لا يملك ما يتفاخر به.
ففي داخل الإنسان رغبة لا تقاوَم أن يفتخر، بشيء أو بشخص، سواء كان هذا الافتخار يستحق أو لا يستحق. ولعل هذا يفسر مثلاً ارتباط شخص بفريق رياضي يشجعه، فيتفاخر به وبلاعبيه وانتصاراته كما لو كانت تخصّه شخصيًا! أو لعله يتفاخر بأنه يعرف “فلان” أو يسكن بالقرب من “علان”
هذا يعلمنا درسًا أعمق؛ فحتى ذكائي، وعلمي، ومواهبي، ومستواي الاجتماعي، وشكلي، وقوتي، وإمكانياتي المادية، ومركزي؛ كل هذه الأشياء التي ترتبط بـ”ياء الملكية”،
هي منحة وهبها الله لك فعليك أن تحافظ عليها وتفتخر بها لأنها خاصتك، فمن أين لي أن أفتخر بأشياء لست أنا مصدرها ويمتلكها شخص آخر!، وكلها ذاهبة إلى الفناء سريعًا.