ودع الطبيب الايطالى صاحب المذهب الكاثوليكى زوجته وطفلته وهو يعلم أنه ربما هو الوداع الأخير.
لقد تلقى استدعاءًا إلى مستشفى الحالات الحرجة بالمدينة التى ضربها الوباء.
باشر الطبيب علاج شاب مسلم كان قد التحق بجامعة المدينة.
شُفى الشاب بينما مات الطبيب.
عند اليوم التالى تلقى طبيب مسلم استدعاءًا لنفس المستشفى وودع هو الآخر زوجته وطفله. كان يعلم أيضا أنه ربما هو الوداع الأخير.
باشر الطبيب علاج شاب كاثوليكى.
شُفى الشاب بينما مات الطبيب.
عندما تجولت بتلك المستشفى وجدت شيئًا عجيبًا لفت نظرى أكثر من الحياة والموت.
وجدت طبيب بوذى يضع جهاز تنفس صناعى بجسد يهودى غائب عن الوعى ووجدت طبيب مسلم يصنع ذات الشئ فى جسد بروتستانتى وعند أقصى الغرفة المعبقة بصوت أنين مبحوح وجدت طبيب لا دينى يرقب نبض طفل فى الثالثة عشر من عمره اسمه أحمد .
شاهدت صليب يتدلى من عنق سيدة أرثوذكسية من طاقم التمريض كانت ترتجف وهى تنظر إلى السماء بينما تمسك آلة قياس الحرارة وهى تردد يا إلهى إنه شيخ لا يقدر على الألم.
رأيت طبيبًا هندوسيًا يسرع فرحًا نحو امرأة تدعى فاطمة طريحة الفراش يقول لها:
لست الآن فى حاجة إلى جهاز تنفس صناعى .. يمكنك أن تتنفسى الآن.
تنفسى يا سيدتى..تنفسى..
فتنفست المرأة…! فاستمعت إلى شهيق زلزل كيانى. كان الشهيق يعلن ميلادًا جديدًا للإنسانية..ميلادًا جديدًا للإنسان.
وعند ذاك اختفى ملك الموت.