قد أثارت شخصية الامام علي ع كل الكتاب ، حتى وصفه احد أعداءه انه بحث عن ثغرة فيه فلم يجدها لان الكمال قد صاغه علي لا علي جاء للكمال ، وحياته كلها مملوءة لاتلمها صفحات كتاب ، اليوم هو ذكرى ولادته ٢٠١٧/٤/١١ الموافق ١٣ رجب ١٤٣٧هـ والناظر الى ولادته يجدها كذلك اسطورة كأعماله وأقواله ، أسطورة البداية التي تشبه مايكتبه الاغريق عن مخيلة الفلاسفة للابطال ، فقد اتفق المؤرخون – الا ماشذ – إن علي بن ابي طالب ولد داخل الكعبة – بيت الله- بما تحمل في الولادة من مخاض ، وبما يضع العرب في الجاهلية والاسلام المرأة من إعفاء لكل الطقوس الدينية بالولادة ، بما يحمل من نجاسة الدم ، فان علي ولد بذلك البيت ! والسؤال هنا، هل كانت فاطمة بنت أسد ع تعلم بذلك ؟أي هل خططت لذلك ؟ يمكن ان نضع الجواب باحتمالين : الأول : انها لاتعلم ، اي ان فاطمة بنت اسد حين خرجت من بيتها متوجهة الى الكعبة لايوجد عندها ألم المخاض وان الامر الالهي حدث بتخطيط ان تتفاجأ بذلك وهي لم تكن مستعدة، لان الحياء غلبها للدعاء باستار الكعبة ، فانشق الجدار ودخلت ، والعجيب ان الباب لايبعد عنها كثيرا فلماذا شق الجدار؟ الآخر : ان فاطمة بنت اسد كانت تعلم بالولادة وانها مسددة للذهاب ضمن التخطيط التي اعدته مع زوجها كي تحصل على شرف المكانة لوليدها ، وهذا ماينقضه انها لم يكن لديها تحضيرات للولادة ، ولو كانت كذلك لحضر لها الباب ولهيأت لها الاسباب البشرية وهذا مالم يحدث فقد شق الجدار دليلا على ان فاطمة بنت اسد وعبدالمناف لم يخططا لذلك، وفي الامرين ان ولادة علي بن ابي طالب داخل الكعبة جاءت ضمن تخطيط إلهي وليس محض صدفة لان شق الجدار ليس بعمل انسان ويظهر فيه انه امتداد لذلك النبي الذي بنى هذا البيت ودعا بالرزق والامان والذرية الصالحة التي ترث الارض، والشق رغم الاصلاحات لايزال اثره ولم يختف عن الانظار ، لم يبنِ ابراهيم ع الكعبة وفيها شق انما حدث لاحد احفاده الذي جاء من سلالة اسماعيل الذبيح ، هذه الولادة لو رجعنا للخلف لم يحصل عليها عيسى ع ولا مريم العذراء حين جاءت للقدس ، واختار الله ان الاماكن المقدسة لايمكن ان تتجنس بالمخاض ، فماذا حصل لمخاض فاطمة بنت اسد هل هو طاهر ام لايوجد مخاض ، ومن اين جاءت بتلك الخرقة التي لفت الوليد به وهي خارجة من الكعبة ومن اين خرجت من الشق ام الباب؟ ولماذا لم يفتح السادن الباب بعد شق الجدار وسط ذهول الناس ! وصيحاههم للمعجزة التي تناقلتها العرب واصبحت في طور الدراية وليس الرواية؟ أسئلة يتضح فيها ان المولود في نفس الساعة التي جاء بها له اعداء مسبقين ، وبنفس الساعة له خاصية انه في عين الله وحياطته ، هذه البداية التي تشبه حكايات الخيال في القصص ، نفسها النهاية ونفسها انتهت بشق ولكن ليس بجدار الكعبة بل بجدار ذلك الرأس الذي بدأ بالكعبة وتحصن بها ، وبنفس الاسئلة التي طرحها كثير من الكتاب كيف يستطيع شخص الكلام لاخر لحظة بحياته ويملي افضل الوصايا وادقها بلاغة وحكمة وان رأسه مفلوق لاثنين وان الضربة قد وصلت للمخ وان السيف فيه سم ، ونفس الاسئلة التي تقول لماذا شق الجدار ولم يفتح لها الباب والسادن موجود ، لماذا أحضر طبيبا وهو يقول اسألوني قبل ان تفقدوني وهو كله ثقة ان يجيب على اي سؤال ، بينما لم يذكر لنا التاريخ ان احدا استطاع ان يقول هذه الكلمة ؟ هل فعلا اراد ان يوضح للناس عليهم الاهتمام بالعلم وان كل شخص له اختصاصه كما يوضحه العلماء ويفسره ام ان للامام هدفا اخر ملهم به كما ان لجدار الكعبة هدفا مختلفا عن الباب؟ ولماذا فحصه الطبيب امام الصحابة ولماذا سمعت الصحابة قول الطبيب : يا امير المؤمنين اكتب وصيتك، فان السيف وصل المخ بعد ان ادخل منديلا ورأى ان ماعلق بالمنديل من مخ الامام علي ع !؟ كان للجدار حكاية اسمها اعجاز واراد الله ان يولد الامام بالكعبة ولو فتح له السادن لقالوا ان عبدالمناف ( ابو طالب) سيد قريش جعل امرأته تلد بالكعبة ، وليس فيها مكرمة ،وجاء الطبيب ليعلن ان الدماغ مهشم تماما وكان يجب ان يموت الانسان وليس يبقى ثلاثة ايام ١٩ رمضان والاستشهاد ٢١ رمضان ، وهو بكامل وعيه ؟ فكيف تخطى علي ع الضربة ، اليس اعجاز اليس الشاهد منكم يروي ان الرأس مفلوق ؟ كيف يتحدث هذا الشخص العظيم ويرى ويسمع ويصدر حكما ، ويوصي ، وكيف يخرج من شق جدار؟ حياة مملوءة بين شقين اكثر اعجازا هكذا علي بن ابي طالب بداية اعجاز ونهاية اعجاز ، وحياة كلها اعجاز وكمال بدأت بشق وانتهت بشق