موسى فيروز منتصب القامة.. مبعثر المحيا.. محطم الفؤاد.. راح يرقب ذلك الركب.. هاهو ذا.. قد شرع يشق الدرب نحو اللارجوع.. و قد حلق نحو سماء اللاعودة.. ستلقطه زوايا برمودا.. علّه يصطف على رفوف النسيان.. ما كان بكريم قطّ... ما خلفت أنامل رحيله سوى رماد الذكريات... قد تناثر في الأفق.. فتبعثر على ملامح الدنيا.. دخان الفراق.. قد تراقص على مقلة الجراح.. حتى رحّب بجمع العبرات المحملة بالإنكسار... راحت تسابق الزمن.. على خدّ الواقع.. حروف.. قد تهيّأت لحفل البوح.. أمام مرآة الأفكار .. منذ الأزل.. و هاقد حان دورها على مسرح الإلقاء.. جناح الشوق قد غيّم على أرض الكآبة.. و تلاطم موج الوحدة و الأحزان.. و هاهي ذي... أسنان تصطك و أنامل مرتعشة.. تريد أن تعانق نسائم الغروب .. و تصطدم بها ذهابا و إيابا .. تحت إلياذة التوديع إلى لقاء آخر... لكن القدر قد صفعها بالحقيقة المحتومة.. إنها راحلة للأبد!.. أيتها الأيام الآهلة للزوال.. سنون قد التهمتها ضواري الزمن.. قد قلبت صفحات من سجل حياتي.. دون أن تملأ على آخرها.. لم أنته من تنظيم سطورها بإتقان... لم تقدم ريشة روحي بعد.. على ملأ ذلك الفراغ و إحالته مكتظا بجموع الأعمال الصالحة.. هاهي ذي .. ورقة أخرى كنيت بالشيفرة "سبعة عشر و ألفين" قد التهمتها ألسنة النهاية.. و قد انقضى من سنين حياتي.. جزء آخر.. تراك.. من استضفت على صفوف أيامك..أيتها النفس! تراك قد ملأت جعبتك من الحسنات؟ تراك قد قدّمت عملة جديدة على مائدة العصر..؟ تراك قد جنيت من حقول الصلاح ..بذرة طيبة؟ ترى...و ترى...و ترى! لا عليك.. هلُّم أيها الضمير.. فلتنصت إلى اعترافات الروح.. عساك تكفّ عن لوم نفسك.. في ما أضرمت من الأيام.. لصالح اللاشيء..