الأدب و الأدباءالثقافة

” عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”

كتب : شريف عبد الجليل

انعطبت إحدى السفن التجارية وهي في عرض البحر من كثرة الحمل والمتاع الذي فيها فأصبحت مهددة بالغرق ، فإقترح ربانها أن يتم رمي بعض المتاع و البضاعة في البحر ليخفف الحمل على السفينة و تنجو
فأجمعوا أن يتم رمي كامل بضاعة أحد التجار لأنها كثيرة ، فإعترض التاجر على ان ترمى بضاعته هو لوحده و اقترح أن يرمى قسم من بضاعة كل التاجر بالتساوي حتى تتوزع الخسارة على الكل ولا تصيب شخص واحد فقط
فثار عليه باقي التجار ولأنه كان تاجر جديد ومستضعف تأمروا عليه و رموه في البحر هو وبضاعته و أكملوا طريق سفرهم
أخذت الأمواج تتلاعب بالتاجر وهو موقن بالغرق وخائف حتى أغمي عليه وعندما أفاق وجد أن الأمواج ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة ..
ما كاد التاجر يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم ..
مرت عدة أيام كان التاجر يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب
ويشرب من جدول مياه قريب .. وينام في كوخ ٍصغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار ..
وفي ذات يوم وبينما كان التاجر يطهو طعامه هبت ريح قوية وحملت معها بعض أعواد الخشب المشتعلة وفي غفلة منه إشتعل كوخه فحاول إطفاء النار
ولكن لم يستطيع فقد إلتهمت النار الكوخ كله بما فيه
هنا أخذ التاجر يصرخ لماذا يارب .. ؟لقد رميت في البحر ظلماً وخسرت بضاعتي ..
والآن حتى هذا الكوخ الذي يؤويني احترقو لم يتبقى لي شيء في هذه الدنيا
وأنا غريب في هذا المكان ..لماذا يارب كل هذه المصائب تأتي عليّ ..
و نام التاجر ليلته وهو جائع من شدة الحزن ..
لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره .. إذ وجد سفينة تقترب وعندما يحترق كوخك
اعلم أن الله يدبر شؤونك و يسعى لإنقاذك

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى