المؤرخ هنري بريستيد تاريخ القدس يثبت أنها مدينة عربية أسسها العرب. ويذكر المؤرخ هنري بريستيد، أن الكنعانيين من القبائل العربية التي استوطنت فلسطين منذ عام 2500 (ق.م)، وهو سبب تسمية فلسطين بـ”أرض كنعان”، وهي التسمية التي ذكرتها التوراة. وكانت القدس جزءًا لا يتجزأ من الوطن العربي، حيث شاركت في صنع أحداثه وتراثه وحضارته، كما أن التحالف بين الاستعمار والصهيونية في غزو البلاد المقدسة لم يكن مسألة دينية وإنما مصلحة استعمارية لاستغلال ثروات المنطقة والهيمنة عليها ومحاربة العروبة والإسلام، بالرغم من أن المسلمين قد حافظوا على حقوق الطوائف المختلفة وتراث المدينة الحضاري.كما أن تاريخ القدس لا ينفصل عن تاريخ فلسطين وعروبتها والأطماع الاستعمارية واليهودية في أهميتها الدينية والإستراتيجية والسياسية والتجارية منذ القدم، ويعود تاريخ الوجود العربي والإسلامي في القدس إلى سنة 638م، عندما فتحها العرب بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب، حيث ظلت القدس تحت السيطرة العربية الإسلامية خلال فترات في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، عندما تمكن الصليبيون من تشكيل مملكة القدس اللاتينية بها، حتى وقوعها بالكامل بيد إسرائيل في حرب 1967. “العالم الحر ” ترصُد خلال السطور التالية، في نقاط عربية القدس التاريخية: * فتحها العرب المسلمون لأسباب دينية وإستراتيجية سنة 638م بعد انتصارهم على الرومان في معركة اليرموك، وطلب أهلها الصلح والأمان على أن يتولى ذلك الخليفة عمر بن الخطاب، ووصل الخليفة عمر إلى القدس، ووقع العهدة العمرية لبطريرك المدينة صفرونيوس، وضمنها شرطًا طلبه البطريرك وهو ألا يسكن اليهود فيها. * حافظت على طابعها العربي الإسلامي حتى إبان الاحتلال الصليبي لها (1099-1187) واستعادها صلاح الدين الأيوبي سنة 1187، واستولى عليها العثمانيون عام 1517، وأعاد سليمان القانوني بناء سور المدينة وطوله أربعة كيلو مترات وارتفاعه اثنا عشر مترًا وله ثمانية أبواب. * بنى المسلمون العديد من القباب والمآذن والأروقة والأبواب والسبل في صحن الصخرة المشرفة وبجوارها وفي الحرم وحوله، حيث بنوا في مختلف العهود الإسلامية 34 مسجدًا معظمها داخل المدينة القديمة وعددًا كبيرًا من الزوايا يئمها الحجاج من مختلف البلدان الإسلامية، كالزاوية النقشبندية للحجاج القادمين من أوزبكستان، وزاوية الهنود للحجاج القادمين من الهند، والزاوية القادرية للحجاج القادمين من أفغانستان، ولكل زاوية أوقاف ومسجد وغرف للنوم. * أنشأ المسلمون مدارس لطلب العلم، بلغ عددها 56 مدرسة للمسلمين من أهل المدينة ومن المشرق والمغرب، وأصبحت المدينة غنية بالأبنية والنقوش والزخارف الإسلامية والقناديل النادرة التي لا مثيل لها على الإطلاق. * بنى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان مسجد الصخرة، ورصد لبنائه أموال مصر لمدة سبع سنوات، كما نقش اسمه على قبة الصخرة المشرفة مع تاريخ البناء سنة 72 هـ. وتعتبر قبة الصخرة والمسجد الأقصى من أهم وأقدم المعالم العربية الإسلامية في المدينة، وجزءًا أساسيًا من التراث الإسلامي ومن أكثره قدسية، حيث صلى صلاح الدين في المسجد الأقصى بعد أن تم الفتح على يديه. * أقام الدمشقيون الأمويون قبة الصخرة المثمنة والمذهبة ومسجد الأقصى، واستخدمت أموال سبع سنوات من خراج مصر لإقامة قبة الصخرة ومداخل المسجد الأقصى وأبوابه وقبته، أما تخطيط المسجد الأقصى الذي نراه اليوم فهو هندسة عباسية بغدادية. * رمم الأيوبيون جدران الحرم، كما أن الأتراك العثمانيون هم من جهزوا الكسوة بالقاشاني الملون على أرضية زرقاء، حيث كان قبلها مزينًا بالفسيفساء التي اشتهرت بها المدرسة السورية، والأتراك أيضًا هم الذين بنى سور المدينة القديمة، مما جسد مساهمة الأمة الإسلامية بأسرها في بنائه والمحافظة عليه وعلى تاريخ القدس العريق وطابعها العربي الإسلامي.* حكم المسلمون مدينة القدس ثلاثة عشر قرنًا. وكانت اللغة العربية، لغة القرآن الكريم هي السائدة، حتى إبان الحكم العثماني، فالحضارة التي عرفتها القدس ترجع إلى فترة الحكم الإسلامي فيها، حيث كان سكان المدينة عربًا لسانًا وحضارةً، واليهود طارئون على المدينة، استوطنوا خارجها. * تعتبر الآثار المسيحية ذات أهمية بالغة لأنها آثار السيد المسيح والحواريين والشهداء، ولا مثيل لها في أي بقعة من بقاع العالم ومنها؛ كنيسة القيامة التي تضم قبر السيد المسيح، وطريق الآلام وما شيدت فيه من كنائس، حيث إن المدينة القديمة مليئة بالمساجد والكنائس والمدارس والزوايا والمقابر، وأسندت حراسة كنيسة القيامة، وهي أعظم المقدسات المسيحية في العالم إلى أسرتين مسلمتين مقدسيتين ومعهما مفاتيح الكنيسة. * تُعد القُدس مدينة عربية بحكم التأسيس والبناء والتاريخ، فالعرب هم الذين بنوها وعمروها، وانطلاقًا من حق الملكية فإن العرب والمسلمين هم الذين أسسوها وامتلكوها إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس الغربية عام 1948 والاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967