التقارير والتحقيقات

عراق النار

احجز مساحتك الاعلانية

الكاتب : رعد التميمي

تميز ابناء الشعب العراقي منذ سالف الازمان بالتباهي باقتناء السلاح ومن ثم استخدامه كنوع من اكتمال الشخصية وخصوصا في الارياف .
وظاهرة إطلاق العيارات النارية من الظواهر الخطيرة والمتفشية في المجتمع ، أصبحت في كل مناسبة حزينة كانت أم سعيدة سبب وداعي لإطلاق العيارات النارية التي غالباً ما تؤدي الى إزهاق الأرواح البريئة
ففي الأعراس تجد الأسلحة تبرز وتعلن عن وجودها بإطلاق العيارات النارية التي لا داعي لها ، وفي المآتم تحضر بقوة كنوع من التباهي لاسيما في التشييع للموتى الشهداء.
أستاذ علم الاجتماع ضياء الجصاني عزا ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الهواء عند الاحتفال سواء أكانت المناسبة عرسا أو فوزا رياضيا أو تشييع ميت ، عزا هذه الظاهرة في تاريخها الحديث إلى ظاهرة أخرى شهدها المجتمع العراقي على مدى العقود الأخيرة وهي ظاهرة العسكرة.
أما بالنسبة لعمقها التاريخي الأبعد فقال الجصاني إنها ظاهرة مرتبطة بالتكوين العشائري للمجتمع العراقي وتعود إلى زمن بعيد لاسيما في الريف باعتبار أن السلاح متوفر لدى أبنائه في حين أن السلاح كان محظورا في المدن
الجصاني قال إن أبناء الريف كانوا يطلقون العيارات النارية في الهواء عند استقبال الحجيج بعد عودتهم من مكة وعند تشييع جثامين المتوفين إلى مثواهم الأخير كما قال إن إطلاق النار كان يرتبط في الريف أيضا بالأعراس وأحيانا حتى بظهور هلال رمضان.
اما من الناحية الدينية حول هذه الظاهرة فكان الجواب : لا يجوز اطلاق العيارات النارية بلا مبرّر إذا كان سبباً لارعاب الناس وأذاهم ، ويتحمّل المسؤولية الشرعية كل من يتسبّب في موت او قتل او جرح على تفصيل مذكور في محلّه
“إن ظاهرة إطلاق العيارات النارية في جميع المناسبات سواء أكانت تلك المناسبات سعيدة أو حزينة ستبقى مصدر خطر كبير على الإنسان كونها تؤدي الى الموت أو العوق أو الشلل بسبب تلك الإطلاقات التي تهدد أرواح العشرات من المواطنين ..
إن ظاهرة غير حضارية ليس لها أساس شرعي ولا ديني ولا أخلاقي ولا قانوني ولا حتى اجتماعي وتعبر عن تخلّف المجتمع الذي يمارس هذه الظاهرة، ناهيك عن الحوادث التي تحصل نتيجة إطلاق العيارات النارية والإزعاج الذي تسببه تلك العيارات من رعب للمواطنين لذلك يجب على الأجهزة الأمنية التدخل للحد من هذه الظاهرة وأيضا يجب تدخل المرجعيات الدينية من خلال التوجيه أو اصدار فتاوى تحرم تلك الممارسات.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

Related Articles

Back to top button