ربما هو الأقل حظاً من حيث الشهرة بين شقيقيه المايسترو صالح سليم والكابتن طارق سليم، إلا أن ثالث أفراد آل سليم في الأهلي عبد الوهاب لم يكن بأقل من شقيقيه قيمة ولا التزاماً ولا تاريخاً في القلعة الحمراء.
“الجنتلمان الهادئ”.. كان عبد الوهاب هو الشقيق الأوسط بين صالح وطارق سليم.. بدأ مشواره مع الكرة في المدرسة السعيدية عام 1945، قبل أن ينضم لناشئي الأهلي ليكمل مثلث عائلة سليم في النادي.
في عام 1951 تم تصعيد عبد الوهاب للفريق الأول في النادي ليشغل مركز الظهير الأيمن، وكان عبد الوهاب نموذجاً في هذا العصر لللظهير المهاري والسريع على حد سواء، كما كان يجيد ضربات الرأس وهو ما جعله يلعب في بعض الأوقات كقلب دفاع أيضاً.
وإلى جانب مهاراته العالية في مركزه تميز عبد الوهاب سليم بالأخلاق الرفيعة التي أشاد بها الجميع حتى أطلقوا عليه لقب “الجنتلمان”.. وحقق مع الأهلي 7 ألقاب للدوري العام وأربعة ألقاب لكأس مصر بالإضافة لبطولة كأس الوحدة بين مصر وسوريا، حتى أعلن اعتزاله عام 1961.
بعد اعتزاله أنتخب عضواً لمجلس إدارة الأهلي عام 1962 ليكون أصغر الأعضاء سناً في هذا التوقيت واستمر عضواً بمجلس الإدارة حتى عام 1966. وفي عام 1968 عين مديراً للكرة ورفض وقتها تقاضي أي راتب ليعمل بصورة تطوعية، واستمر في منصبه حتى أوائل الثمانينيات. كما عمل أيضاً وكيلاً لاتحاد كرة القدم.
من بين القصص التي لا تنسى عنه أنه عندما قررت إدارة الأهلي هدم جزء من مدرجات ملعب مختار التتش من أجل التوسعة، وقف عبد الوهاب سليم يبكي ويقبل الطوب الناتج عن هدم المدرجات لفترة طويلة..
توفي عبد الوهاب سليم عام 1997 بعد مشوار حافل بالعطاء يليق بأحد أبناء أسرة سليم الأهلاوية العريقة.