كتب عصام الخطيب
في خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في أفتتاح الدورة الرابعة للمؤتمر القومي في جامعة القاهرة 23/7/1970 : يوضح الزعيم جمال عبد الناصر أن الأقتصاد المصري لم يتأثر في وقت الحرب ولم يتوقف الإنتاج أثناء حرب الأستنزاف.
الجبهة الداخلية كان العدو وأصدقاء العدو ينتظرون أن تتشقق وتنهار ثم تتهاوى، فإذا هى تزداد صلابة وإرادة، كان العدو وأصدقاء العدو يتصورون أنها سوف تهتز وتضعف فإذا هذه الإرادة فى وقت الشدة أكثر ثباتاً، وطاقة عمل بطولي يقوم بها الفلاحون والعمال من قوى هذا الشعب العامل.
إن قيمة الإنتاج الزراعى زادت بين سنة ١٩٦٧ إلى سنة ١٩٦٩ بنسبة ١٥%، إن الزيادة فى الصادرات الزراعية خلال هذه الفترة – وبرغم الحرب – زادت بنسبة ٤٠%. إن إنتاجنا من القطن مثلاً سنة ١٩٦٩ وصل إلى ١٠.٨ مليون قنطار، وهو أعلى إنتاج وصلت إليه البلاد فى كل تاريخ زراعة القطن فيها. كان محصولنا من القطن سنة ٦٧ ( ٨.٧ ) مليون قنطار، وفى سنة ٦٩ كان معنى الرقم الذى تحقق أن هناك نسبة زيادة قدرها ٢٤%، تزيد قيمتها على ٥٠ مليون جنيه، وكان متوسط إنتاج الفدان ٦.٦ قنطاراً، أعلى متوسط لإنتاج القطن فى تاريخنا.
وبعد الحرب – أيها الإخوة – زادت صادراتنا من الأرز بنسبة ٦٧%، سنة ١٩٧٠ بلغ إنتاجنا من القمح ١٠.١ مليون أردب مقابل ٨.٦ مليون أردب سنة ١٩٦٧، سنة ١٩٦٩ بلغ الإنتاج من الذرة الشامية ١٦.٩ مليون أردب مقابل ١٥.٢ مليون أردب سنة ١٩٦٧؛ أى بزيادة قدرها ١.٧ مليون أردب، وأصبح لدينا لأول مرة منذ وقت طويل أكتفاء ذاتي فى الذرة. وفى الموسم الأخير فلقد كان إنتاجنا ٥ مليون طن من قصب السكر أنتجت ٥٤٦ ألف طن سكر، مقابل ٣.٤ مليون طن قصب و٣٨٨ ألف طن سكر عام ١٩٦٧؛ أى أن الزيادة فى السكر وصلت إلى ٤٠%.
هذه بعض الملامح البارزة من الصورة فى ميدان الزراعة، حيث يعمل الفلاحون، قوة العمل الكبرى فى هذا الوطن والدعامة الأساسية بين قوى الشعب العاملة.
وهذه هى أرقام قليلة وليست كل الأرقام، وأنا كنت حريصاً على أن أقولها اليوم؛ لأن عدونا فى صحفه – ومن يساندون العدو أيضاً – يقولون إننا صمدنا عسكرياً، ولكنا سننهار أقتصادياً. وأنا أحب أن أقول لكم ولأبناء هذه الأمة وللأمة العربية كلها: إن الشعب المصرى بعد سنة ١٩٦٧ حينما صمم على الصمود صمم أيضاً على العمل، وزاد الإنتاج فى كل ميادين الإنتاج فى الزراعة وفى الميادين الأخرى.
إذا انتقلنا إلى الصناعة حيث يقف العمال من قوى هذا الشعب العامل المناضل فإننا سوف نجد صورة مشرقة ومشرفة أخرى تمت كلها تحت ظروف الحرب وفى ظلال أخطارها؛ سنة(٦٦/٦٧ )كانت قيمة الإنتاج الصناعي ١٠٧٧ مليون جنيه و٦١٨ ألف، ولم يكن فى هذا الإنتاج زيادة تذكر عن السنة السابقة لها.
سنة( ١٩٦٧/١٩٦٨) بلغت قيمة الإنتاج الصناعي ١١٦٩ مليون جنيه و٤١٩ ألف، بزيادة قدرها ٩١ مليون جنيه و٨٠١ ألف، بنسبة زيادة قدرها ٨.٥%. سنة( ١٩٦٨/١٩٦٩ )بلغت قيمة الإنتاج الصناعي ١٣٢٢ مليون جنيه و٦٩٨ ألف بزيادة قدرها ٢٤٥ مليون جنيه و٨٠ ألف بنسبة زيادة قدرها ٢٢.٨%.
سنة( ١٩٦٩/١٩٧٠ )بلغت قيمة الإنتاج الصناعي ١٤٢١ مليون جنيه و٩٨٧ ألف، بزيادة قدرها ٣٤٤ مليون جنيه و٣٦٩ ألف، بنسبة زيادة قدرها ٣٢% .
وكانت تلك زيادات فى الإنتاج الحقيقي بدون حساب أى زيادة سعرية؛ أى أن النمو كان نمواً كمياً وفعلياً، ولم يتحقق ذلك برغم ظروف الحرب وظلال أخطارها فقط، ولكنه تحقق برغم ما لحق بمنطقة من أهم المناطق الصناعية لدينا قبل الحرب، وهى منطقة القناة. ولعله مما يؤكد زيادة الإنتاج وقيمة هذه الزيادة أن الصادرات الصناعية فى فترة الحرب حققت نسبة زيادة قدرها ٦٣%، وقفزت صادراتنا الصناعية من ٨٢ مليون جنيه و٢٣٨ ألف سنة( ٦٦/٦٧) إلى ١٣٤ مليون جنيه و٦٦ ألف سنة٦٩/٧٠