من الشعراء الذين تركوا بصمات نافعة للوطن والإنسانية عبد الله شمس الدين حيث ولد بالقاهرة عام 1921وحفظ القرآن في صباه والتحق بالأزهر وعمل مستشاراً ثقافياً بالمجلس الأعلى للشبان المسلمين ولقب بشاعر التوحيد وشارك في الحياة الثقافية المصرية والعربية وكان له دور بارز في المشهد الادبى المصرى وكان رائد لندوة شعراء العروبة وشعراء الإسلام وغير ذلك من الأنشطة التي ساهمت في تشكيل الوعى الادبى على مدار الخمسينيات والستينيات .
كتب عبد الله شمس الدين العديد من القصائد ذات الطابع الإسلامي والعربي ولكن أشهر قصائده على الإطلاق هى النشيد الوطني ( الله أكبر فوق كيد المعتدي ) الذي كتبه سنة 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر ولحنه محمود الشريف ووزعه عطية شرارة وغنته المجموعة ونال المركز الأول في استفتاء شعبي جرى في مصر بعد انتهاء العدوان الثلاثي بينما نال نشيد ( والله زمان يا سلاحي ) الذي غنته أم كلثوم المركز الثاني ونال نشيد ( إلى المعركة ) المركز الثالث ولكن لأمر ما وقع الاختيار على النشيد الثاني ليكون هو النشيد القومي لمصر وقد أصبح نشيد ( الله أكبر فوق كيد المعتدي ) فيما بعد النشيد الوطني للجماهيرية الليبية إلى أن حل محله نشيد ليبيا ليبيا ليبيا بعد إسقاط نظام القذافي في أكتوبر 2011.
كما غنى له كبار المطربين والمطربات مثل كارم محمود ومحمد فوزي وفدوى عبيد وسمير الاسكندراني وعليا التونسية وأحمد السنباطي وسعاد محمد وشافية أحمد والشيخ سيد النقشبندي ونصر الدين طوبار ومحمد الطوخي وغيرهم ، ومن قصائده التي أنشدها النقشبندي نذكر هذه قصيدة ( أفراح النور ) وتقول كلماتها :
لغة الكلام كما رأيت على فمي
خجلى ولولا الحب لم أتكلم
يا كوكب التوحيد حسبي
أنني أحد الشداة الهائمين الهوم
ما حيلة الشعراء ذاب غنائهم
رهبا لدى هذا الجلال الآعظم
سبحانه أمداحه لك لم تدع
للشعر شيئا غير خفق مضرم
يا نور يوم ولدت قامت عزة للأرض
إذ أمست لنورك تنتمي
الكوكب الأرضي حين وطئته
أمسى حصاه يتيه فوق الأنجم
وعلى هدى الأقدار قام محمد
لله فيه سرائر لم تعلم
سعدت بك الدنيا على فزعاتها
ومشت بك الأيام مشي مكرم
في صلب عبد الله أرست نورها
الرحلة الأولى بأمر محكم
وهناك في شهر الربيع
تنفست الرحلة الأخرى بصورة آدمي
كما كتب عبد الله شمس الدين في جميع أغراض الشعر فقد كتب في الوطنيات والإسلاميات والآجتماعيات والحب ولكن الجزء الأكبر الذي ملك عليه حياته كان في الجانب الصوفى فكان للشعر الصوفى في ديوانه نصيب كبير ومثل مصر في العديد من مهرجانات الشعر في مختلف الأقطار العربية في سوريا وفى ليبيا وفى كثير من الدول ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديرالدوره في إثراء الحياة الأدبية ولمكانته في الشعر والأدب ونال الباحث مصصطفى عبد القادرالماجستير عن موضوع عبد الله شمس الدين شاعرا من جامعة الأزهر وقام الكاتب الصحفى عبد العليم المهدي باصدار كتاب عنه بعنوان عبد الله شمس الدين قيثارة التوحيد .
أذكر هنا مدى سعادتي عندما علمت من صديقي محمد حفيد الشاعر عبد الله شمس الدين حرصه واهتمامه بتراث جده والذي فاضت روجه في 13 مارس عام 1977 بعد عودته من مؤتمر شبابي عقد في ليبيا فرحمة الله على روح شاعر التوحيد عبد الله شمس الدين .