اسليدرالاسلاميات

عبد الله بن جعفر (أبي المساكين) الشخصية المنسية

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / مجاهد منعثر منشد
عبد الله بن جعفر(أبي المساكين) ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي .

أول مولود من المسلمين بأرض الحبشة . و في السنة الثامنة للهجرة استشهد والده جعفر بغزوة مؤتة .

فحزن عليه الرسول حزناً شديداً , و اعطاه وسام الطيار ,إذ قال انه قد عوض عن يديه بجناحين ليطير بهما في الجنة . فنعى زوجته أسماء بنت عميس التي اختها ميمونة هي ام المؤمنين ، واختها سلمى زوجة حمزة سيد الشهداء ، وكذلك لبابة زوجة العباس بن عبد المطلب.

ووالدته أسماء بعد استشهاد زوجها تزوجها الخليفة أبو بكر فأنجبت له محمدا الذي كان يقول فيه الإمام علي (عليه السلام) : هذا أبني من صلب أبي بكر .وبعد أبي بكر تزوجها الإمام علي حيث انجبت له يحيى ومحمد الاصغر ، وقيل يحيى وعونا .

كان ابنها عبد الله عند استشهاد والده جعفرالطيار يبلغ من العمرعشر سنين ,ففي نعي اسماء من قبل النبي وضع يده على رأس عبد الله وأخيه ومسح راسيهما وعيناه تذرفان الدموع وهو يقول، اللهم إن جعفراً قد قدم إلىّ أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت احداً من عبادك في ذريته.

وقال عنه الرسول عند شهادة والده ـ واما عبد الله فيشبه خلقي وخلقي ، وقال : اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه قالها ثلاثا. و دعا له (ص) فقال: بارك الله في صفقة يمينه ، و كان عبد الله ثريا لنجاحه في الصفقات ، وكريما إلى ابعد الحدود وقد ضربت به الامثال في الكرم ، ومشت الركبان بقصص كرمه حتى لم يجد أعداؤه من بني امية طريقا للطعن فيه إلا نسبوه إلى الإسراف لكثرة كرمه وعظيم جوده .

قرر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يزوجه كريمته العاقلة اللبيبة العقيلة زينب حفيدة رسول الله وكبرى الاسباط بعد اخويها الحسن والحسين التي تجسد شمائل امها بكل جلالها وجمالها ، و تتمثل شخصية أبيها بكل تقواها وعلمها.

فولدت السيدة زينب لعبد الله بن جعفر : علي وعون وعباس ومحمد وأم كلثوم.
وبالرغم من ان عبد الله بن جعفر لم يشترك شخصيا في معركة كربلاء ,إلا أنه لم يتردد لحظة عندما عقدت السيدة زينب العزم على مرافقة أخيها في قيامه ضد الطاغية يزيد ليس ذلك فحسب , بل انّه أرسل ابنيه عون ومحمد إلى كربلاء برفقة امّهما زينب ، واستشهدا كلاهما يوم الطفّ بين يدي الإمام .

و في الأثر التاريخي يروى بأنه حذر الإمام عليه السلام من المسير نحو الكوفة, ثم أخذ من عامل الأمويين على مكة عمرو بن سعيد ورقة أمان للإمام الحسين عليه السلام.

ومن الآراء الدقيقة لعدم اشتراكه بواقعة الطف بأنه كان كبير السن , وايضا كان مأمورا من قبل الإمام الحسين للقيام ببعض الأعمال في المدينة.

ويتضح تأييده ومناصرته لثورة ونهضة سيد الشهداء من خلال هذا النص الذي يذكره ابن الأثير من تاريخه الكامل ما نصه: ولما بلغ عبد الله بن جعفر قتل أبنيه مع الحسين (عليه السلام) دخل عليه بعض مواليه يعزيه والناس يعزونه ،

فقال مولاه: هذا ما لقيناه من الحسين فحذفه ابن جعفر بنعله وقال: يا بن اللخناء أللحسين تقول هذا؟ والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه، والله أنه لما يسخي بنفسي عنهما ويهون علي المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه، ثم قال: إن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي).

وعقد مأتما بعد مقتل الحسين في المدينة. وكان الناس يأتون لتعزيته.
وتوفي عبد الله سنة ثمانين للهجرة وعمره ناهز التسعين سنة.

ضاقت يده في السنة التي توفي فيها وهو المعروف عنه الجود والكرم، فصلى الجمعة في مسجد رسول الله (ص)، وقال اللهم انك عودتني عادة جريت عليها فان انقضت مدة عادتي فأقبضني إليك، فمات في الجمعة الأخرى.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى