الحياة زاخرة بالأضداد ومن خلالها نعرف قيمة وجمال الأشياء،وكما يوجد الصدق يوجد أيضا الكذب الذي يعد من أخس الصفات وتلاحظ انتشاره بصورة ملحوظة في التعاملات الحياتية والأحاديث وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والتويتر
من فئة تعمل لصالحها الشخصي ومناصب دنيوية دون الاهتمام بالوطن والأمن القومي ووحدة الأمة،والكذب هو الإخبار عن شىء بخلاف الحقيقة سواء بتزييف الحقائق كليا أو جزئيا أو خلق أحداث وروايات جديدة،
وأهداف أصحاب الأكاذيب تحقيق أهداف معينة سواء سياسية أو مادية أو نفسية أو اجتماعية ولذا كان الكذب محرما في ديننا الإسلامي بل في كل الأديان السماوية،
وقد ورد لفظ الكذب في القرآن الكريم في 251 موضعًا،على 6 أوجه
الأول النفاق: قال تعالى في الآية 10 من سورة البقرة:﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾،وقال تعالى الأية1لسورة المنافقون:﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾،
والثاني القذف: قال تعالى في الآية 7 من سورة النور:﴿وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾،
والثالث الرد:قال تعالى في الآية 2 من سورة الواقعة :﴿ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾ أي: ليس لها راد ،
والوجه الرابع الجحود: قال تعالى في الآية 11 من سورة النجم:﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾،
والخامس التكذيب: قال تعالى في الآية 5 من سورة ق:﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ﴾،
والسادس الافتراء قال تعالى في الآية 60 من سورة الزمر:﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ).
أن صفة الكذب من أكثر ما حذر الله منه في القرآن الكريم وعاقبة الكذب وخيمة،فهذه الصفة الذميمة تثير غضب وسخط الله عز وجل،
أن الكذب محرم على المسلم قولا وفعلا ضاحكا به أو جادًا أو مخادعا،إن الصدق يهدى صاحبه إلى البر والجنة والكذب يذهب بصاحبه إلى الفجور والنار،
عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال:”عليكم بالصدق،فإن الصدق يهدي إلى البر،وإن البر يهدي إلى الجنة،وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً،وإياكم والكذب،فإن الكذب يهدي إلى الفجور،وإن الفجور يهدي إلى النار،وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً “(رواه البخاري ومسلم)،
وفي الموطأ:عن صفوان بن سليم أنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:(أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن كذابا فقال لا)،
وقد وقام باحثون بتسجيل صوتي لإنسان وهو يتحدث بصدق،وفي اللحظة التي يكذب فيها كانت الترددات الصوتية الصادرة عنه تتغير،أي أن الموجات الصوتية التي يسجلها الجهاز لها شكلان:
الشكل الأول هو حالة الصدق،
والشكل الثاني هو حالة الكذب،
وقد كان واضحاً الفرق بينهما والمذهل أن القرآن أشار إلى هذه الحقيقة العلمية في قوله تعالى بسورة محمد الآية 30:(وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)
ففي هذه الكلمات إشارة واضحة إلى معرفة أو كشف الكذب من خلال الصوت (لَحْنِ الْقَوْلِ)،واللحن هو التغير الطفيف في الصوت أثناء الكلام ولذلك فإن الآية أشارت إلى طريقة كشف الكذب من خلال الصوت قبل أن يكتشفها العلماء.
علينا التمسك بالصدق وأهله والبعد عن الكذب وعشاقه فمن يكذب عليك لاتأمنه،والكذاب كما اللص فهو يسرق عقلك واللص يسرق جيبك،والإنسان الصادق يحصد الخير في الحياة الدنيا والآخرة
ولنا في رسول الله محمد صل الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فقد اشتهر منذ طفولته بالصادق الأمين وهو القدوة والمثل ورسول خاتم الأديان الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق،ولنعلم جميعا أن الأكذوبة تموت وحدها كما تموت السمكة في الصحراء.