الأدب و الأدباءالتقارير والتحقيقاتالثقافة

عار الإستجداء

احجز مساحتك الاعلانية

عار الإستجداء

احمد عباس الذهبي

إحدى مشاكلِ هذا العَالمِ الكثيرةِ، أنَّ رذائلَ الضُّعفاءِ هي فضَائلُ الأقوياءِ!

السارق نوعان سارق عن مهنة فذاك تقطع يده وسارق يسرق عن حاجة فيقطع راس الحاكم…

أنَّ مشكلةَ الفقرِ في بلادنا لا ترجعُ إلى قلَّةِ المواردِ وإنما لسوءِ إدارتها ! حيثُما وُجدَ الفقرُ وُجدَ التّسوّلُ! أي أنَّ الاستجداء نتيجةٌ طبيعيّةٌ لمشكلةِ الفقرِ وليستْ حلاً له! ويبقى التّسولُ ظاهرة قابلة للتفسيرِ والتأويل والتفهم ما دامتْ في الرَّعية، ذاكَ أن الناسَ منذُ فجرِ التاريخ يدفعونَ الثمنَ الأكبرَ لسياسة حكوماتهم الخاطئة، ولكن أن يتخطَّى التّسول الرعيّة إلى الحاكم فهذا يعني أن الدّولة تبنّت (الشِّحادة) كنظرية اقتصادية! ناسية أو متناسية أن من لا يُنتج رغيفه لا يُنتج قراره!

إحدى مشاكلِ هذا العَالمِ الكثيرةِ، أنَّ رذائلَ الضُّعفاءِ هي فضَائلُ الأقوياءِ! فالذينَ يلبسونَ ثياباً رثَّة ويقفون على أبوابِ المساجدِ قائلينَ: (من مال الله يا محسنين) نسميهم متسولين، أما إذا كانَ المرءُ رئيسَ دولةٍ واحتاج أن يتسوّلَ فإنه لا يليق به أن يلبسَ ثياباً رثة ويقفَ على أبوابِ مجلسِ الأمنِ ويمدَّ يده ويقول: (من مال الله يا محسنين)، لا بد إذاً من طريقةٍ حضارية للتسوّل تليقُ برئيس دولة!

والحلُّ يكمنُ في أن يدعو لقمةٍ اقتصادية، ويلبس ثياباً أنيقة ويقرأ على المؤتمرين خطاباً قد كتبه له شخصٌ يعرفُ من أن تُؤكل الكتفُ! خطاب فيه كلمات تسوّل تحفظُ ماءَ الوجه كـ نحتاجُ ملياراً للتنميةِ البشريَّة، ومليارين لتحسينِ طُرقِ المُواصلات، وثلاثة ملياراتٍ لتحصينِ الجبهةِ الدَّاخلية، وأربعةِ ملياراتٍ للوقوفِ في وجهِ الإرهاب!

هذه الكلماتُ السِّحرية تلقى آذاناً صاغية عند عِليةِ القومِ أكثر مما تلقاه (من مال الله يا مُحسنين)، ثمّ بعد ذلك يأتي خبيرٌ اقتصاديّ ليشيدَ بهذه العبقريّة في جمعِ المال، رغمَ أنّه يعرف أن الدُّول ليستْ جمعيّاتٍ خيريّة!

إنكم تبيعونَ بلدَكم يا سادة! لا تبيعون حاضرَها فقط وإنما مستقبلها أيضاً، المستقبلُ الذين لا تملكون حقَّ التصرفَ فيه لأنه ملك الجيلِ الذي لم يأتِ بعد، الجيلُ الذي لم يُفوّضْ بعضَ الوطنِ ليقتلَ بعضَ الوطنِ من أجلِ الحِفاظ على الوطن !

أليسَ من العار أيها القوم أن بلداً فيه دجلة والفرات يستجدي من العالم القمح؟ ونستورد. ابسط مقومات العيش وكذلك نحن اغنى بلد. اصبحنا بين قضبان الديون اكثر من 120 مليار دولار ديون العراق نسخة الى اصحاب الرواتب والامتيازات متى يكون عندكم احساس بأهل العراق الى البرلمان العراقي وانني لا. اضنه عراقيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى