بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
يقولون إن رجلاً ذهب إلى مزرعة لسرقة البطيخ والشمام وجنى عددًا كثيرًا منها ووضعها داخل كيس وعندما أراد أن يغادر المزرعة وصل صاحب المزرعة وسأله: “ماذا تفعل هنا؟”،
فقال الرجل: “كنت أسير على الطريق، وقتها هبت ريح قوية، وقذفتني في مزرعتك” ، وتساءل مالك المزرعة: “إذن من جنى ثمار البطيخ والشمام؟
قال الرجل: “أرادت العاصفة أن تأخذني معها، وكل مرة كنت أمد أيدي و أمسك بطيخة واحدة تلو الاخرى” ، فقال صاحب المزرعة: “كل هذا صحيح! فمن وضعها داخل الكيس؟ “فكر الرجل وقال:”في الحقيقة، أنا أيضًا كنت افكر في هذا، وانت وصلت”!
هذه قصة مؤامرة نظام الملالي الإرهابية لتفجير القنبله في المؤتمر العام للمقاومة الإيرانيه في قاعة فيلبنت في باريس، والتصريحات الغبية لوزير خارجية النظام، محمد جواد ظريف، وجهازه الدبلوماسي.
بعد وقوع أسد الله أسدي في الفخ في ألمانيا، وهو دبلوماسي إرهابي للنظام وسكرتير ثالث للسفارة النظام في النمسا، والذي كان يدير خطط وزارة المخابرات للتجسس والقيام بعمليات إرهابية ضد المقاومة الإيرانية في أوروبا، كما وبعد اعتقال ثلاثة جواسيس تابعين لوزارة المخابرات في بلجيكا وفرنسا كانوا منفذي الخطة لتفجير القنبلة في المؤتمر، يقول ظريف:”هذه خطة شيطانية” و “عملية خداع”.
ويكمل المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي كلمات ظريف قائلا: “إن المعتقلين أعضاء معروفون في منظمة مجاهدي خلق” و “تم تخطيط هذا السيناريو وتنفيذه لتقويض العلاقات الإيرانية الأوروبية في هذه اللحظة المهمه والحساسة”.
تريد وزارة الخارجية لنظام الملالي، وعلى غرار زعيمها الخميني الذي كان يقول ”إن مجاهدي خلق هم يعذبون أنفسهم ثم يقولون إن قوات الأمن عذبتهم“، أن تبدي بأن منظمة مجاهدي خلق نفسها أرادت تفجير قنبلة في تجمعها لتدمير العلاقات بين إيران وأوروبا!
وخلافا للصال بطيخ والشمام، الذي كان خجولاً ونادمًا أمام مالك المزرعة، عندما يؤكد مسؤولو الأمن الألمان والبلجيكيون، وفقا للوثائق والأدلة، فإن الدبلوماسي الإرهابي للنظام أسد الله أسدي قد سلم المتفجرات إلى جاسوسيه البلجيكيين من اصل إيراني في ستراسبورغ، وأثارها متوفرة أيضاً في سيارة أسد الله أسدي، وهم يسألون، ما الذي تقولون عن هذا؟
تلجأ وزارة الخارجية إلى الإبتزاز والتهديد، قائلة إن أسد الله أسدي يتمتع بحصانة دبلوماسية وتصر على أن تفرج ألمانيا عن دبلوماسيها في أسرع وقت ممكن دون أن تحسم قضية نقل وتسليم المتفجرات من قبله في خطة إرهابية.
خلال هذه الفضيحة، تبين أن المواد المتفجرة التي سلمها أسد الله أسدي هي واحدة من نفس النوع من المتفجرات التي استخدمها داعش في عمليات إرهابية في السنتين والنصف الماضيتين في باريس وبلجيكا، وبالتالي يمكن الاستنتاج أن مورد المتفجرات لداعش في أوروبا، نفس جهاز الدبلوماسي الإرهابي للسيد روحاني و ظريف.
يبدو أن رموز نظام الملالي قد نسوا بأن الآن عام 2018، وبسبب الجرائم التي ارتكبوها على مدى الأربعين سنة الماضية، لم يكن لدى المجتمع الدولي القدرة على تحمل سياسة الإسترضاء مع نظام الملالي، وقد لحقت هذه السياسة ضربة شديدة.
قرار المحكمة الألمانية بتسليم أسد الله أسدي إلى بلجيكا لغرض محاكمته وقرار الحكومة الفرنسية بعدم تعيين سفير لطهران وتجميد أصول وزارة المخابرات ومسؤولين فيها والهجوم على المركز الإرهابي الشيعي التابع للنظام في فرنسا والقبض على عملائه هي نتايج الضربة على سياسة الاسترضاء الغربية مع النظام، والتي استمرت خلال الأربعين سنة الماضية لعبت دوراً هاماً في إطالة نظام الملالي وإهم الجرائم هذا النظام ضد الشعب الإيراني وشعوب بلدان العربية والمسلمة.
والآن، بهذه الخطة الإرهابية، لم تتعرض فقط علاقات النظام الديني مع أوروبا،وتحديداً فرنسا، للخطر، بل أضيفت أزمة جديدة إلى أزمات النظام غير المعهودة، ولكنها أيضاً أعطى النظام بنفسه عنوان بديله الجاد والوحيد بوضوح.
وبالتالي من الواضح الآن للجميع،كما تقول المقاومة الإيرانية منذ سنين طويلة أن نظام الملالي لا يفهم إلا لغة القوة والحسم،فإن توقع الشعب الإيراني هو أن تتخذ جميع الدول العربية الشقيقة أيضاً إجراءات فعلية واضحة وتقطع علاقاتها الدبلوماسية، مثل بعض البلدان، ولا تكتفي بذلك بل تغلق سفارات نظام الملالي وتدعم الإنتفاضة الإيرانية والمقاومة المنظمة للشعب الإيراني تحت قيادة الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، السيدة مريم رجوي، حتى تتضاءل شر الملالي ليسمن على الشعب الإيراني فحسب، بل جميع شعوب بلدان العربية والمسلمة أيضاً.