ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبد ابوسمبل
الجنرال يعاود الكتابه بعودة رئيس التحرير..سمير المسلمانى
شهدت مصر منذ ايام ظاهرة فلكية غريبة من نوعها في مدينة ابو سمبل الاثرية ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبد ابوسمبل
أبو سمبل هو موقع أثري يضم اثنين من صخور المعبد الضخمة في جنوب مصر على الضفة الغربية لبحيرة ناصر نحو 290 كم جنوب غرب أسوان. وهو جزء من منظمةاليونسكو لمواقع التراث العالمي المعروف باسم “آثار النوبة” ، والتي تبدأ من اتجاه جريان النهر من أبو سمبل إلى فيلة (بالقرب من اسوان).
بدأ بناء مجمع المعبد في حوالي 1244 قبل الميلاد واستمر لمدة 21 عاما تقريباً، حتى 1223 قبل الميلاد. المعروف باسم “معبد رمسيس “المحبوب من قبل آمون”، وانها واحدة من ستة صخور المعابد في النوبة التي أقيمت خلال عهد رمسيس الثاني. والغرض منها هو وقع تأثير للدول المجاورة في جنوب مصر، وأيضا لتعزيز مكانة الدين المصري في المنطقة. ويقول المؤرخون ان تصميم أبو سمبل يعبر عن شيء من اعتزاز رمسيس الثاني. وتختلف أبوسمبل المذكورة عن أبوسمبل التهجير الذي تعتبر امتدادا لأبوسمبل السياحية ولكن تبعد عنها حوالى 366 كيلو جنوب أسوان
وبدأ انقاذ معابد أبو سمبل في عام 1964، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار. بين عامي 1964 و1968، فقد تقطع الموقع كله إلى كتل كبيرة (تصل إلى 30 طنا وفي المتوسط 20 طنا)، وتم تفكيكها وأعيد تركيبها في موقع جديد على ارتفاع 65 م و200 م أعلى من مستوى النهر، وتعتبر للكثير واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية. وإن بعض الهياكل أنقذت من تحت مياه بحيرة ناصر.
المجمع يتكون من اثنين من المعابد. الأكبر مخصص لثلاث ألهة لمصر في ذلك الوقت وهم راع-حاراختي، وبتاح، وامون، ويبرز في الواجهة أربعة تماثيل كبيرة لرمسيس الثاني. والمعبد الأصغر مخصص للاله حتحور، الذي تمت تجسيده نفرتاري، زوجة رمسيس الأكثر حباً إلى قلبه (وكان للفرعون 200 زوجة وخليلة في المجموع).
المعبد الكبير
استغرق بناء المعبد الكبير في أبو سمبل ما يقرب من عشرين عاما، وقد أنجز في حوالي 24 سنة من حكم رمسيس العظيم (وهو ما يعادل 1265 قبل الميلاد). كان مخصص للاله أمون ، راع-حاراختي، بتاح، وكذلك لرمسيس. ويعتبر عموما أروع وأجمل المعابد التي كلفت في عهد رمسيس الثاني، وواحدة من الأجمل في مصر.
أربعة تماثيل ضخمة للفرعون التي يصل طولها إلى 20 م مع التاج المزدوج للوجهين البحري والقبلي لتزيين واجهة المعبد، والذي عرضه 35 مترا، ومكلل بكورنيش فيه 22 قرد الرباح، ويحيط المدخل عبدة الشمس. وكانت التماثيل الضخمة منحوتة مباشرة من الصخور في كان يقع فيها المعبد قبل نقله. جميع التماثيل تمثل رمسيس الثاني جالسا على العرش ومرتديا التاج المزدوج للوجهين البحري والقبلي لمصر. التمثال الذي يقع على يسار المدخل تضرر في زلزال، ولم يتبق سليماً الا الجزء السفلي من التمثال. ويمكن أن يرى الرأس والجذع تحت قدمي التمثال.
بجوار الساقين للتمثال الضخم، هناك تماثيل أخرى لا تزيد في الارتفاع عن الركبتين من الفرعون. وهذا يصور نفرتاري الزوجة الرئيسية لرمسيس، والملكة الأم موتاي، وله ابناأمون هر خبشف، رمسيس، وله ست بنات بنتاناث، باكتموت ، نفرتاري ، مريتامن ، نيبتاوي ، وأستنوفرت.
ومحور المعبدوضع في مكانه من قبل المهندس المصري القديم بطريقة أنه مرتين في السنة يوم 21 أكتوبر و21 فبراير،تخترق أشعة الشمس المعبد ويلقى الضوء على التمثال فيظهر على الجدار الخلفي، باستثناء تمثال بتاه ، فإن الإله كان مرتبط بالجحيم، والذي ظل دائما في الظلام.
وكانت الشمس تتعامد على تمثال رمسيس الثاني في قدس الأقداس داخل معبد أبوسمبل يومي 21 أكتوبر و 21 فبراير لكن التاريخين تغيرا إلى 22 اكتوبر و 22 فبراير أكتوبر بعد نقل المعبد في ستينات القرن الماضي لإنقاذه من الغرق في مياه بحيرة السد العالي.
ويقال أن هذه التواريخ هي مناسبةيوم ميلاد الملك ويوم تتويجه وهذا رأى خاطئ لان المصريين القدماء لا يوجد لديهم سجلات مواليد نعرف من خلالها اليوم بالشهر والسنة لان تتويج الملك اصلا كان في 18 يونيو والرأى الصحيح ان اليوم 21 اكتوبر بيمثل في السنة الفلكية عند المصريين القدماء اليوم الاول من موسم الزراعة واليوم 21 فبراير بيمثل اليوم الاول من موسم الحصاد و هذا كان بيعرف المزارعين فى منطقة المعبد متى يزرعوا ومتى يحصدوا.
المعبد الصغير
معبد حتحور ونفرتاري، والمعروف أيضا باسم المعبد الصغير، وقد بني عل بعد حوالى مائة متر إلى الشمال الشرقي من معبد رمسيس الثاني وكانت قد خصصت لإله حتحور ، ورمسيس الثاني، وزوجته نفرتاري. وفي الواقع هذه هي في المرة الثانية في التاريخ المصري القديم التي يكرس فيها معبد للملكة. والمرة الأولى كانت عندما خصص أخناتون معبد لزوجته الملكة العظيمة نفرتيتى. وقطع الصخر التي في الواجهة مزينة بمجموعتين من العمالقة، وتفصل بالبوابة الكبيرة. فان ارتفاع التماثيل أكثر بقليل من عشرة امتار للملك والملكة. على الجانب الآخر من البوابة هما تماثيل للملك، مرتديا التاج الأبيض لصعيد مصر ( لجنوب مصر ) والتاج المزدوج ( لشمال مصر)؛ هذه التماثيل يحيط بها تماثيل الملكة والملك. ما يثير الدهشة حقا هو أنه للمرة الأولى في الفن المصري، ويكون تمثال الملك والملكة يكونوا متساوين في الحجم
تصميم المعبد الصغير هو نسخة مبسطة للمعبد الكبير.
يا لها من عظمه القدماء المصريين