كتب – أمير ماجد
دُفنت الأسبوع الماضي في إيران ، جثمان ستة رجال على الأقل بينهم أحد قياديي قوات الحرس الإيراني(الحرس الثوري) الذي كان يقاتل لأجل الدكتاتور السوري بشار خمسة منهم أفغان ودفنوا في منطقة طهران و«دماوند» وكان أعمارهم بين 19-21 عاما وتم دفن الأخير الذي كان قياديا في الحرس الثوري يدعى «عبد الرضا مجيري» في مدينة أصفهان. ووفقا لتقارير واردة من سوريا فإن عبد الرضا مجيري كان يقود كتيبة فاطميون في سوريا وكانت يداه ملطختان بدماء سوريين أبرياء لذلك فأطلقوا عليه لقب «جزار السوريين».
وبذلك ارتفع عدد قتلى قياديي طهران في سوريا إلى 63 شخصا منذ ازدياد عدد قوات الحرس في سوريا وتزامنا مع التدخل العسكري لروسيا في هذا البلد مما جعل النظام الإيراني يقوم بارسال مهاجرين أفغان غير شرعيين إلى سوريا للقتال من أجل بشار الأسد وفي الخطوط الأمامية جنبا إلى جنب قوات الديكتاتور.
فالأفغان الذين يعيشون كمهاجرين غير شرعيين في إيران غالبا ما يعتقلهم الحرس الثوري الإيراني بشتى أسباب وتهم ولن يتركهم يعيشون عيشا عاديا. وبعد الاعتقال يضع المعتلقين الأفغان أمام خيارين إما القتال في سوريا من أجل إنقاذ الأسد أو الذهاب إلى السجن في إيران و فصلهم عن عوائلهم.
وفي هذا الشأن فقد قدرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية في مايو الماضي ان 700 مواطن افغان على الاقل قتلوا لحد الآن في القتال حول حلب ودمشق وحدهما.
فهذا الاعتماد على المقاتلين الأفغان في المعارك في سوريا، هو جزء من استراتيجية طهران لدعم نظام الأسد، حليفتها الرئيسية في المنطقة، والذي يتعرض لضغوط متزايدة من جانب مقاتلي المعارضة السورية الديمقراطية.
وكان رئيس النظام الإيراني، حسن روحاني قد أكد مرارا وتكرارا بان طهران تبقى تدعم الأسد “حتى نهاية الطريق”.
وعلى الصعيد نفسه فقد قتل عدد آخر من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في الاشتباكات في الأشهر الأخيرة.
ففي يونيو الماضي، قالت وسائل اعلام إيرانية حكومية ان ما لا يقل عن 400 من الرجال الذين كانوا يقاتلون من أجل الأسد لقوا حتفهم لحد الآن في سوريا وتم دفنهم في إيران.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة: “إنه من غير الواضح بالضبط كيف يقاتل العديد من الإيرانيين في سوريا. وقال «فيليب سميث»، الباحث في الجماعات المسلحة الشيعية في جامعة «ميريلاند» بينما يقدر مسؤولون أميركيون أن عدد مقاتلي إيران في سوريا يعادل مئات أشخاص ، إلا أن 2000 إيراني أو أكثر يمكن أن يكونوا منتشرين هناك “.
وأضاف سميث يبدو أنهم يشاركون وعلى نحو متزايد في عمليات “القتال المباشر” خلال الهجوم الروسي، وهو ما قد يفسر هذا الارتفاع الملحوظ لعدد القتلى الإيرانيين في معارك سوريا.
ويضيف تقرير آخر: أن “تقديم الدعم لزعيم مستبد مثل بشار الأسد – الذي تتحمل قواته مسؤولية قتل أكثر من 250،000 مواطن سوري – ليس قضية شعبية لكثير من الإيرانيين، كما يقول المحللون”.
يذكر أن قائد فيلق القدس، قاسم سليماني أصيب بجروح بليغة جعلته يرقد في طهران تحت مراقبة طبية شديدة من قبل اخصائيي القلب والدماغ ما يشكل مصدر قلق للنظام الإيراني إذ أخذ يشعر بأن نشر خبر اصابة سليماني بجروح يؤدى إلى انهيار كامل لمعنويات قوات الحرس والميليشيات في سوريا. خاصة في وقت تكبدت فيه قوات الحرس لخسائر جسيمة طيلة الشهرين الماضيين وهذه القوات مصابة بالهلع والقلق.