كتبت/أسماء مندور لى صديقة تمتد صداقتى بها منذ الدراسة لم أقابلها منذ زمن وقابلتها صدفة غير الزمن من ملامحها الكثير ولكنى عرفتها وهى عرفتنى على الرغم من تغير شكلى أنا أيضا ولما سألتها عن حالها أخبرتنى أنها إنفصلت عن زوجها حديثا أعلم أن لها ولدان فى سن الشباب فسألتها عن السبب فقالت ، عندما ارتبط به شعرت أن الزمان قد أرضانى فهو إنسان ذو مكانة مرموقة من أسرة طيبة متدين وعلى خلق ،كلها مواصفات تبهر وترضى أى فتاة لترتبط تزوجنا وبدأت تتكشف لى بعض الأمور منها التسلط والكبر، فقلت لها بمعنى ايه
فقالت مثلا عندما نتناقش فهو ينوى تنفيذ رأيه لا يهدف من النقاش إلى الوصول إلى حل وسط بل إلى إقناعى برأيه، تسلط مقنع بالديمقراطية ، طلب منى الا أعمل بحجة الإعتناء بالأولاد ووافقت لارضاءه ولكنه لم يعوضنى معنويا أو ماديا وتركنى أعانى الإحتياج المعنوى والمادى، كل مايهمه تنفيذ مايريد فقط أعامل عائلته بلطف وذوق وهو يعامل عائلتى بغطرسة وكبر ،إذا طلب منى شيء أنفذه بحب وتفانى وهو دائما يشعرنى أنه يمن عليا بما فعل من أجلى، لم أشعر منه أبدا بالحب على الرغم أنى أحببته حبا صادقا ، وبدأت حياتى تتحول إلى أيام تمر بى دون أى إحساس بالسعادة حياة ميتة أَبيت لكى أُصبح لأدور فى نفس الدوامة وقمة التعاسة أن تشعرى بالغربة مع أقرب الناس إليك ، فسألتها لماذا لم تطلبى الطلاق منذ البداية ؟ قالت كنت قد أنجبت أبنائى وهم أولاد وكنت أعلم أنهم يحتاجون للأب ولن أستطيع تربيتهم وحدى إنتظرت حتى مرو بمراحل المراهقة ودخلوا الجامعة وبدأو مرحلة الشباب ،خاصة انه كان أب يعرف دوره واولاده يحبونه ويحبهم فكان لزاما عليا التضحية من أجل أن يشبوا أسوياء وأنهم سوف يتفهمون موقفى لم أعد أجد أى داعى لبقائى بجوار زوج لا يشعر بى أنانى كل مايريده هو الإحساس بنفسه على حسابى لم أعد أحتمل غروره وتكبره،
سألت نفسى هل من السهل على أى سيدة هدم بيتها فوجدت أنه صعب جدا على نفسها وخاصة أننا نعيش فى مجتمع ينظر للمطلقة نظرة ظالمة ،ولكن نظرت فى حديثها فوجدتها تتحدث عن أمور تبدو للبعض بسيطة فهى لم تشكو من بخل أو خيانة او إهانة من النوع المعتاد عليه من ضرب أو ألفاظ جارحة ، تحدثت عن تجاهل ،تجاهل مادى ومعنوى شعرت معه بالإهانه،حقا ان من التجاهل والإهمال ما قتل الروح وجعلها خاوية، فهى لم تكن تريد من الزواج بيت لتعيش فيه او طعام تقتات منه فالأكيد هى كانت فى بيت أسرتها تعيش فى بيت مريح وأسرة تطعمها وتنفق عليها ،فهى كانت تريد الإحتواء السكن والمودة والرحمة ، وهى لم تجد أهم الأسباب التى شرع الزواج من أجلها السكن والمودة والرحمة
بعض الازواج يعتقد أن دوره هو توفير المال وأن ذهابه للعمل هو أعظم ترجمة لحبه لبيته واولاده ،لا يا سيدى ٱذا كنت تعمل لجلب المال فالزوجة أيضا تعمل لراحتك وهى تتعب أضعاف تعبك وفى نهاية اليوم يجب أن يجد كل من الزوجين الإهتمام المعنوى ليخفف كل منهم عن الأخر تعب وإجهاد اليوم وبدون التواصل والتحدث وأن يسمع كل منهم الأخر بحب سوف تكوم النهاية إنفصال أو بيوت باردة لا يوجد فيها دفء ولا حب تشبه الثلاجة تحفظ الطعام طازجا ولكنها لا تعرف قيمتةولاتستمتع بطعمه مجرد جدران بارده ، الإهمال والتجاهل هى بداية نهاية البيوت ،المرأة تحب من يهتم بها يسمعها بإهتمام يأثرها الحب لا التسلط، الحب والإهتمام بالتفاصيل الخاصة بكل طرف هى التى تصنع السعادة ،دامت دياركم عامرة بالسعادة .