كتب : احمدالقاضى الانصارى حوادث طرق مستمرة، مواطنون ضحايا للإهمال، طريق بدون إشارات تحذيرية أو إنارة، وعدم وجود رقابة على السائقين لتعاطي البعض منهم المخدرات أثناء القيادة، هكذا هو الحال على طريق نجع حمادي- قنا، والذي راح ضحيته العديد من الأشخاص لكثرة الحوادث عليه.
فهنا فقدت الأسرة عائلها الوحيد، وفقد الأب والأم أبنائهم، واكتست المنازل بالسواد، وتبدلت فرحة العودة إلى صراخ وعويل، خاصة في آخر حادثين في يومين متتاليين، والتي راح ضحيته 5 أشخاص من بينهم 3 أعضاء بالجمعية الخيرية بالساحل، والذين كانوا في طريقهم لمدينة قنا، لإنهاء مصالح خيرية للجمعية تعم بالنفع على الفقراء والبسطاء، ولكن رحلتهم الخيرية لم تكتمل بعد أن صدمتهم سيارة ربع نقل بالطريق الصحراوي الغربي نجع حمادي– قنا، وأيضًا فقد أب طفليه أمام عينيه بعد أن انقلبت سيارتهم بسبب انفجار الإطار الأمامي لها.
مطالب لم تكن هي الأولى من نوعها، بل مستمرة ومتكررة وسط تجاهل المسؤولين بتحقيق أهم شئ يطلبه المواطنون خلال هذه الأيام بعد استمرار نزيف الدم على الأسفلت، والتي تتمثل في وجود إشارات تحذيرية وتوضيحية للسائقين مع تشديد الرقابة عليهم بعد اتهام الكثيرون لهم بتعاطيهم المخدرات أثناء فترة القيادة.
تقول دينا محمد، طالبة، إن طريق نجع حمادي– قنا الصحراوي، أصبح يشكل خطرًا كبيرًا وسط حالة من الخوف والرعب من الجميع، الذين دائمًا ما يفكرون بالعودة سالمين قبل الخروج من منزلهم، مطالبة بضرورة وضع رقابة على السائقين لسرعتهم الجنونية وأيضًا لتعاطيهم المخدرات.
وطالب محمود عبد الراضي، حاصل على ليسانس حقوق، المسؤولين، بضرورة وضع إشارات تحذيرية وتوضيحية للسائقين لوجود منحنيات كثيرة بالطريق، خاصة بالقرب من قرية بركة بمدخل مدينة نجع حمادي، وقبيل مدخل مدينة قنا بـ 10 كيلو، للحد من حوادث الطرق والتي يروح ضحيتها الكثير من المواطنين.
وطالب محمد السيد، مهندس، بضرروة زيادة عدد نقط الإسعاف على الطريق، مع تفعيل دور المستشفيات وتزويدها بكافة الأجهزة اللازمة، خاصة مستشفتي قنا ونجع حمادي العام، للحد من تحويل المصابين لمستشفيات سوهاج وأسيوط، والذي يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمرضى وريما يموتون أثناء ذهابهم إلى هذه المستشفيات.
وأوضح أنه في حالة وصول المصابين لهذه المستشفيات فإنه من المحتمل أن يمكثوا هناك لأيام طويلة وربما عدة أشهر، وهذا يكلف أهلهم مشقة السفر ومصاريف الإقامة، ويفترشون على الطرقات والمقاهي، فضلًا عن مشقة الإقامة هناك، وقيام العشرات من أقاربهم بشد الرحال من القرى لهم لقضاء ما يعرف “بواجب زيارة المريض” كنوع من العادات التي اعتاد عليها أهالي الصعيد.
ووصف مستخدمو فيسبوك بنجع حمادي هذا الطريق بـ “الفقري” و “سكة اللي يروح ميرجعش”، وعبروا عن حزنهم واستيائهم من الحوادث المتكررة يوميًا قائلون “بننام ونصحى على ناس بتموت”.
وقال الدكتور أيمن خضاري، وكيل وزارة الصحة بقنا، إن المستشفيات تتلقى يوميًا مصابين وربما ضحايا في حوادث الطرق، خاصة مستشفتي قنا ونجع حمادي العام.
وقال عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، إنه يولي اهتمامه بتطوير الطرق خاصة الصحراوية والتي يروح ضحيتها العديد من المواطنين، موضحًا أن الإشارات التحذيرية على الطرق يتم سرقتها وسيتم وضع إشارات أخرى على طريق نجع حمادي – قنا الصحراوي.
وأضاف الهجان في تصريحات له أن هناك تنسيق بين الأجهزة الأمنية والتنفيذية بالمحافظة، لمراقبة السائقين وعمل تحاليل مخدرات لهم وتغريمهم وسحب رخصهم حال ثبوت تعاطيهم للمخدرات.
وأشار الهجان إلى أنه تم وضع خطة للحد من الحوادث، و سيتم رفع درجة الاستعداد تزامنًا مع دخول فصل الشتاء، وتوعية السائقين وإلزامهم بالقواعد المرورية.