الثقافة

طريق الخلافه – صلاح الدين والدنيا …

احجز مساحتك الاعلانية

متبعة – رياض حجازي
.
في أكتوبر من عام 1086م، وإلى الشمال من أشبيلية (على الحدود الأسبانية البرتغالية اليوم)، وبينما كانت الأندلس تئن تحت ضربات الصليبيين القشتاليين فتوشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على أيديهم قيض الله لها بطلًا أعاد لها عزتها وأعطاها قبلة الحياة التي أطالت عمر الإسلام فيها لأكثر من أربعة قرون أخرى. هذا البطل هو يوسف بن تاشفين أسد المرابطين وفارس المغرب الذي أنقذ الإسلام في الغرب بينما كانت أوروبا تضمر له الشر، بل وتستعد في نفس الوقت لغزو الشرق والقضاء على الإسلام هناك وهو ما بدأ تنفيذه في الحرب الصليبية الأولى عام 1099م التي سقطت على أثرها القدس.

وانتظر المسلمون مائة عام أخرى حتى عاد يوسف ليرد للمشرق عزته كما فعلها قبل ذلك مع المغرب، ليعيد القدس إلى كنف الإسلام ويوحد المسلمين وكلمتهم في الشرق كما وُحدوا قبل قرن في الغرب تحت راية المرابطين، لكن يوسف هذه المرة لم يكن ابن تاشفين لكنه كان صلاح الدين.

هكذا جاء أكتوبر من عام 1187م ليزين التاريخ صفحاته بانتصار مجيد في حطين، ذلك الانتصار الذي فتح الباب أمام توحيد المشرق الإسلامي الذي تشتت وتقطعت أوصاله بين العبيديين والعباسيين وغيرهم، تمامًا كما جمع ابن تاشفين شمل الطوائف الأندلسية المختلفة تحت قيادته. وكما كانت الزلاقة نصرًا خالدًا ، كانت حطين حدثًا اسثنائيًا في الشرق. وكما دان يوسف بن تاشفين بعدها للدولة العباسية ورفض الانفصال عن جسد الأمة الإسلامية، فعلها صلاح الدين وقضى على الدولة العبيدية في مصر؛ وأعادها ومعها الشام إلى حضن الخلافة في بغداد بل واجتث المذهب الشيعي الذي كان في سبيله للسيطرة على أوصال الدولة واستبدل به المذهب السني.

ومرت الأعوام والقرون، ثمانية قرون، تحصن فيها اسم بن تاشفين وذكراه من التشويه خلف جدار عدم الشهرة الذي ارتبط به بينما لم يسلم صلاح الدين من هذا التشويه والعبث الذي طال تاريخه وذكراه. صارت إنجازاته التي سجلها التاريخ محل تدليس، صارت أخلاقه النبيلة التي تحاكى عنها الأعداء نقائص يرددها بني دينه طعنًا فيه، صار صلاح الدين محرر القدس هو من سلمها للمحتل الصليبي وصار العبيديون فاطميين ، صاروا عظامًا قضى صلاح الدين على دولتهم ظلمًا وعدوانًا وطمعًا في سلطة يتبوأها، بل لقد تمادى البعض وادعوا طمعه في منازعة الدولة العباسية وهو من دان لهم بالولاء بمجرد أن استتبت الأمور له في مصر.

لكن ومع اشتداد حملات التشويه، بدا جليًا الحاجة لإزالة التراب عن كتب التاريخ التي تحمل سردا منصفا عن بطلنا، عن بطل حطين وفارس الإسلام، محرر القدس يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي، إنه الرجل الذي حمى الدين وأصلح الدنيا فاستحق عن جدارة اسمه ..صلاح الدين والدنيا
.
المصدر

ذكرئ سقوط الخلافه
أرشيف فريق بصمه
تاريخ اسلامي

Related Articles

Back to top button