الأدب و الأدباءالثقافة

كارت من ترتان

12004071_891695484252053_2253693062886473977_n
بقلم .. مها حامد عبد السميع

من واقع الحياة في مصرنا الجميلة هناك ثلاث أمور ننصحكم بها حضرات السادة والسيدات لفعلها من اجل النجاح في بلدنا الغالية .
-الثقه بالنفس -الاصرار علي التنفيذ – التفاؤل كل يوم

لكن يا سيدى المحترم لو عندك واسطة اعتبرنى لم أقول شيئا من هذا القبيل .
هذا هو الواقع الاليم كلمة انا من طرف فلان او هذا كارت علان او انا ابن المدعو ترتان, كلمات سحرية تفتح ليك باب مغارة علي بابا . انها الواسطة يا عزيزى وما ادراك ما الواسطة في بلد الواسطات !!
انها صانعة المعجزات , فاتحة الابواب , محققة كل الامنيات والاحلام .
لقد تحولت الواسطة من ظاهرة اجتماعية الي اسلوب حياة عند اغلب المصريين فصارت مرض العصر الفتاك انها كالسرطان .
بالواسطة تحصل علي ترقية لا تستحقها , وبالواسطة تتعالج علي نفقة الدوله مع انك قادر لكن لا مانع من التداوى بالمجان واخذ سرير الغلبان . بالواسطة تلتحق بوظيفه مع انك ماتستحقهاش .
ضاعت بالواسطة احلام الغلبان اللي من الطرف الاخر الذى لا ناقة له ولا جمل ولا معارف وعلاقات , ووئدت حقوق الموهبين واصحاب الكفاءات و المتفوقيين الذين لا يعرفون وزير ولا مدير ليستولى علي حقوقهم المحظوظيين واولاد الكبارات .
فكم من طموح وئد وحلم خنق بسبب الواسطة , فيظلم من جد وآجتهد ،وتعلم وكد وتعب . ليغدوا شبابنا طاقه مهدرة لا طموح ولا احلام .
وانتشرت بالتبعية الجريمة لشعور الغلبان بالحقد وغياب العداله الاجتماعية و زاد الحنق المجتمعى والطبقي والمجتمع بقي فئات وكله عدوات وأحقاد .
واسمع السؤال من المحترم اللي بيقول فين الاجهزة الرقابيه ودورها اقول لك يا سيدى الواسطه ضربت كل المؤسسات وانه بجمله الوكسة الاجهزة الرقابيه بحاجه للرقابه هي الاخرى كمان .
وعند الحديث عن الواسطه و مناقشة كيفية علاجها تجد الجميع بيمقت الواسطه و تكتشف انه الجميع اتعين بمجهوده الجبار وعلمه الفتاك .
اما البعض الاخر فهو واضح مع نفسه ورافض للواسطة لكنه اتبع سبيل الجاهلين , فمع حبنا للشعارات البراقه وترديد اين حقوق الانسان و غياب العداله الاجتماعية ولكن , ولكن ياسيدى بما لا يتعارض مع مصالحنا الشخصية .
وتدور في نفس الحلقه المفرغة و اسأل نفسي نفس السؤال هو مين اللي بيتعامل بالواسطه !!
لازم نبدأ بأنفسنا والاقربون ونتخلي عن الانانية وحب الذات ونحيى الضمائر ونعطى كل ذى حق حقه ونعمل لصالح الاوطان , ونستقيم ليرحمنا الله فيقف كل فرد يسأل نفسه السؤال : هل كنت انا يوما منهم ام لا ؟؟
ويجيب بكل موضوعيه وشفافيه , لان اللي بيدفع الثمن اولادنا والوطن بينزف من سكات .
واخيرا : اللهم لا تكلنا الي انفسنا فنعجز ولا تكلنا الي الناس فنضيع . ولا عزاء للى معندوش كارت من فلان

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة