كتب – إبراهيم خليل إبراهيم
البطل الشاعر سعد زغلول شارك في معارك أكتوبر ١٩٧٣ وترجم العديد من الإشارات والموضوعات الإسرائيلية والتي كانت الدعم الهام لمصر الحبيبة ومن ترجماته تلك التي كتبها الضابط الإسرائيلى إسحق صوفرمان مهندس الالكترونيات
والذي كان على متن المدمرة إيلات حين أغرقتها زوارق الصواريخ المصرية يوم 21 أكتوبر عام ١٩٦٧
حيث قال : أبحرت المدمرة ايلات فى الٍبوم الأخير من حياتها على امتداد القطاع الرملى المقابل لحدود سيناء وعلى بعد عشرة أميال من ميناء بور سعيد وفى مساء ٢١ أكتوبر كان البحر هادئاً وإيلات تتهادى فوق صفحة الماء ترفرف راياتها بزهو وافتخار لاتبدو على شاشات الرادار أى تحركات معادية ..
فجأة جاءت الكارثة كالقدر المحتوم وتعالت صرخات الملاحين على سطح المدمرة وعلى الجسور والذين رأوا عمودين من الأنوار الخاطفة يشقان الفضاء بسرعة خارقة ٠٠ صاروخ صاروخ ..!
وارتجت أنحاء المدمرة بنداءات التحذير الصارخة .. بذلنا محاولات مستميتة لتوجيه المدمرة لاتجاه آخر دون جدوى فى اللحظة التى دوى فيها انفجار جبار هز بدن المدمرة الإسرائلية كانت الإصابة مباشرة أسكتت المدمرة وعندما رأيت من بعيد ومضات الضوء فهمت ماحدث .
أسرعت بالتقاط كشاف ونزلت بسرعة إلى غرفة الماكينات فألقى بى الإتفجار من على السلالم وسط ضوضاء مخيفة وانتشر الظلام وعرفت أن الإصابة خطيرة ،ومالت المدمرة على جانبها وبدأ الجميع فى الفرار ٠٠
حاول رجال اللاسلكى الإتصال ولكن الشبكة أصيبت ولانستطيع الإتصال إلا لمسافة قصيرة وفى ثوانى شغلنا أجهزة الإتصال ( لقد أصبنا …ردوا علينا فوراً ) حاولت الصعود على السطح .. الكل يغادر بجنون عندما انقلبت المدمرة على جانبها ٠٠
حاولت أن أمسك بأحد الحبال وأنا أنزلق على الممشى هابطاً على صفحة الماء فى نفس اللحظة التى انطلق فيها صاروخ آخر انفجر فى الأمواج أسفل المدمرة فزاد من عدد المصابين .. نظرت حولى واختفت المدمرة ببطء غارقة فى المياة السوداء المشبعة بالزيت .