أخبار عاجلةأخبار عالميةأخبار مصرأهم الاخباراخبار عربية وعالميةاهم المقالاتحصرى لــ"العالم الحر"

صقور الحرب والتضليل ومحاولات عسكرة ملف “سد النهضة” بين مصر وأثيوبيا

بقلم الدكتور أشرف الصباغ

احجز مساحتك الاعلانية

 

أشعر ببوادر تسخين في ملف “سد النهضة”. أرى الصقور يقتحمون الساحة الآن، وألاحظ انتعاش أنصار الحروب الكاذبة والشعارات الوهمية والحنجوري الهابط والسفيه.

لن أتطرق إلى تجربة الاتحاد السوفيتي بعد انهياره، وتسليمه كل شيء بدون مقابل، ولا بتنازلاته المجانية لحلف الناتو والولايات المتحدة، وبيع كل شيء تقريبا بدون حتى اتفاقيات موقعة وملزمة، وإنما اعتمد على الوعود والعهود، حتى كادت روسيا نفسها تنهار ذات يوم.

نعم، لقد انشغل مبارك بنفسه وبأسرته وببطانته، ودمر قوانا الناعمة ونفوذنا الناعم في قارتنا الأفريقية المشتركة. لقد تم تجريف مصر اقتصاديا وماليا وثقافيا، وتجريدها من نفوذها الناعم طوال ٣٠ سنة. فهل يمكن أن نفهم الآن الكوارث التي تنجم عن الفساد وعدم تداول السلطة وبقاء الرؤساء والمسؤولين لعشرات السنين في مناصبهم إلى أن يحولوا البلاد إل مستنقع من الفساد والظلامية؟ هل عرفنا في أي كوارث يمكن أن يتسبب الفساد السياسي والإداري والتشريعي؟!

عن أي “إجراءات!!” يدور الحديث؟! وما هي هذه “الإجراءات!!” بالضبط؟! هل تريدون إشعال حرب مع أثيوبيا؟! هل تسعون إلى عسكرة البلاد (شبه الدولة) والاقتصاد الهش؟! هل تريدون العودة إلى جمع المجهود الحربي من دم الفقراء والحفاة وأطفال الشوارع وفقراء الفلاحين والعمال؟!

أسمع الصقور وشعاراتهم الوهمية الحنجورية، بينما أذكر جيدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي جعل رئس وزراء أثيوبيا يقف ليحلف اليمين الإسلامي العظيم وكأنه أحد مرؤسي سيادة الرئيس!!!!!!!!!! هل تُدار البلاد وتُحدد مصائرها بالقسم على المصحف والإنجيل والتوراة والعنجهية الكاذبة والشعارات وعسكرة المجتمع والناس، أم بالاتفاقيات والصفقات وتبادل المصالح؟!! أين قوى مصر الناعمة بين شقيقاتها الأفريقيات؟! وأين قوى مصر الناعمة أصلا؟!

هل نعالج أخطاءنا بالحرب، أم بالكلام عن الحرب، أم بعسكرة الاقتصاد الهش، وعسكرة المجتمع المحبط؟! هل نحتاج إلى تعاضد ورص الصفوف، فنخترع حروبا ومناوشات ستكلفنا المزيد من الإنفاق في اتجاهات لم تكن أبدا من أولويات الدولة المصرية، الدولة المسالمة والمحبة للسلام والتي كانت دوما تحقق أهدافها وتنشر نفوذها عن طريق قواها الناعمة؟!!! هل عرفنا الآن ماذا يمكن أن ينجم عندما يتم تدمير القوى الناعمة للبلاد وتسليمها للتجريف والتصحر والفساد السياسي والإداري؟!

إن عسكرة البلاد والعباد والاقتصاد لن تجلب أي خير، ولن تعود بأي فائدة على الناس. كما أن إيهام الناس بضرورة العسكرة، كأحد الإجراءات المحتملة، يشكل خطرا كبيرا على الحريات وحقوق الإنسان وعلى حياة الناس، وعلى نسق الدولة السياسي، ويدمر أي أمل في مسار ديمقراطي حقيقي… فعن أي “إجراءات!!” يتحدث الصقور، وهم يعلمون جيد أننا نحن السبب بفسادنا السياسي والإداري وعدم تداول السلطة، وتدهور قوانا الناعمة، وعجز مفاوضينا وفقر قدراتهم، وكذبهم ومبالغاتهم وتكبرهم؟!!!

نحن الآن نحارب الإرهاب، ونحارب المعارضة، ونحارب الشباب، ونحارب الإخوان… نحن وعدنا دول الخليج بالدفاع عنها، ونحن أعضاء في تحالف السعودية في اليمن، وفي تحالف أمريكا ضد الإرهاب في سوريا والعراق… نستورد أسلحة بشكل لافت، ونكذب ونضلل بشكل مثير للقرف والغثيان… هل كل ذلك يمكنه أن يدعم دولة ويصعد بها إلى أعلى قليلا؟!

أعتقد أننا إذا عرفنا قيمة مصر، فلن نكذب ونضلل ونمارس الحنجوري والتسخين والعسكرة وإثارة أوهام العظمة الكاذبة والتكبر، بل سنفعل أشياء أخرى أكثر عدلا وحرية وديمقراطية وإنسانية، وسننتبه جيدا، وفي الوقت المناسب، لمطالب شركائنا وأشقائنا في قارتنا المشتركة…

لننتبه قليلا لكي لا تأخذنا جلالة الوطنية الكاذبة، وتساهم شعارات الصقور والحنجورية في تسخيننا وتوجيهنا في الاتجاهات الخاطئة التي تتسم بالعنجهية والتكبر وخداع النفس!!!!

احمد فتحي رزق

المشرف العام

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button